قال أعلى مسؤول لمكافحة الإرهاب في الولاياتالمتحدة، أمام الكونغرس يوم الأربعاء، إن الهجوم على البعثة الدبلوماسية الأمريكية في ليبيا الذي أودى بحياة السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة آخرين، كان هجوما إرهابيا. لكن ماثيو أولسن، مدير المركز القومي لمكافحة الإرهاب، قال أمام جلسة استماع في مجلس الشيوخ إن أفضل المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن "المتطرفين المسلحين لم يخططوا مسبقا للهجوم على القنصلية في بنغازي،" لكنهم استغلوا الفرصة للقيام بذلك خلال مظاهرة احتجاجية. وقال أولسن إن "التحقيق ما زال مستمرا ويجري البحث عن الحقائق،" لكنه أضاف "يبدو أن الأشخاص الذين تم ضبطهم، مسلحون جيدا.. وقد استغلوا الفرصة خلال أحداث ليلة 11 سبتمبر/أيلول." مضى يقول: "نحن نعلم وجود عدد من المسلحين في المنطقة، وكما ذكرت، هم مسلحون جيدا ويحافظون على تلك الأسلحة.. ما لم نكن ندركه في هذه المرحلة هو معلومات استخباراتية محددة بأن هناك قدرا كبيرا من التخطيط أو التنسيق المتقدم لهذا الهجوم." وأكد الاتجاه ذاته، المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني يوم الأربعاء، وقال: "الحقيقة أن هناك جماعات مسلحة في ليبيا بعد الثورة، وهناك جهات فاعلة سيئة، معادية للحكومة، ومعادية للغرب، ومعادية للولايات المتحدة." وأضاف قائلا: "كما كانت الحال في بلدان أخرى في المنطقة، فمن المؤكد أن هذه الجماعات تتصور أنه يمكنها استغلال تطور الأوضاع لمهاجمة إما الغربيين أو الأمريكيين، والمواقع الغربية أو المواقع الأمريكية." غير أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ في لجنة الأمن الداخلي لا يتفق مع اقتراح أن يكون الهجوم عفويا، ودون سابق تخطيط. وترى السناتور الجمهوري سوزان كولينز، نائب رئيس لجنة الأمن الداخلي أن الحادث كان مع سبق الإصرار، وأن الهجمات مخطط لها مسبقا وترتبط بذكرى هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، التي شنها تنظيم القاعدة على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك. وقالت كولينز: "هجوم بنغازي ليس مصادفة، وإنما هجوم كان ينبغي توقعه اعتمادا على الهجمات السابقة ضد الأهداف الغربية، وانتشار الأسلحة الخطيرة، وحقيقة وجود تنظيم القاعدة في هذا البلد.. أنا لا أعتقد أن الناس يأتون للاحتجاج مجهزين بقذائف صاروخية وأسلحة ثقيلة." وقال رئيس اللجنة جوزيف ليبرمان وهو مستقل، إنه يميل إلى الاتفاق مع كولينز، ولكنه سوف ينتظر نتائج التحقيق النهائية.
