لم يجد ''ر.محمد'' القاطن بالحراش بعد خروجه من المؤسسة العقابية بالبويرة من وسيلة لكسب المال بسرعة، سوى تكوين عصابة احترفت النصب على وكالات كراء السيارات بالعاصمة والشلف والبليدة، لتوفير أموال طائلة من خلال بيع السيارات المستأجرة بوثائق مزورة. الاعترافات التي صرح بها المتهم بعد إلقاء القبض عليه من طرف أعوان الأمن بمنطقة قهوة الشرفي شرق العاصمة مؤخرا، وهو على متن سيارة سياحية كان قد استأجرها من آخر ضحاياه لأجل إعادة بيعها في الشلف، إلا أن الحظ لم يحالفه ليتم تفكيك العصابة المتكونة من خمسة أشخاص تضم في صفوفها مغترب بفرنسا، وموظف بمصلحة تصفية الدم بمستشفى الصبحة ببوقادير، فيما لا يزال متهمان آخران في حالة فرار. أما الضحايا فهم ستة أشخاص يعتبرون ملاك لوكالات كراء سيارات فاخرة على غرار ''ليموزين'' بكل من برج البحري وباب الزوار وبراقي والأبيار والبليدة والشلف. تعود حيثيات القضية إلى الثاني من فيفري الماضي عندما تقدم الضحية ''ع. محمد أمين'' مسيّر وكالة كراء السيارات ''متورز ليموزين'' إلى مصالح الأمن بالأبيار لإيداع شكوى ضد المتهم ''ر.محمد'' لمتابعته بجنحة خيانة الأمانة. مصرحا أن المشتكي منه تقدم إلى الوكالة واستأجر سيارة لمدة ثلاثة أيام، إلا أنه لم يرجعها عند انتهاء الأجل. وبعد التحقيق تبين أن المتهم محل أمر بالقبض، وأودعت عدة بلاغات ضده خلال شهرين فقط من طرف أصحاب وكالات وقعوا فريسة له، قبل أن يلقى عليه القبض في مقهى ''الشرفي'' ببلدية برج البحري في العاصمة وبحوزته محفظة بها وثائق مختلفة تتمثل في نسخ لرخص السياقة وسجلات تجارية ودفتر صكوك ومبلغ مالي وثلاثة هواتف نقالة. وحسب تفاصيل القضية، فإن عملية النصب الأولى تمت في شهر جانفي الماضي، عندما استأجر سيارة فاخرة من وكالة ''بريستيج'' ببلدية براقي برخصة سياقة سليمة تحمل اسمه، وحينها خطرت على باله فكرة النصب والاحتيال، حيث اتصل بالمتهم الثاني ''ط.ج.خالد'' الذي يعرفه منذ أن كانا معا في سجن البويرة واتفقا على كراء السيارات باستعمال رخص سياقة مزورة لإعادة بيعها. وبالفعل تمكنت هذه العصابة من بيع سبع سيارات تحصّل عليها المتهم عن طريق الكراء بحيل مختلفة، بتقديم رخصة سياقة باسم مستعار لشخص يدعى ''ل.سمير'' يقطن بسيدي موسى وشيكات كضمان، تبين من خلال التحقيق بأنها دون رصيد. وكشف التحقيق أيضا أن المتهم الرئيسي تكفل ببيع ثلاث سيارات من نوع ''رونو سمبول'' و''رونو كليو'' إلى المتهم ''ع. يوسف'' المقيم بمنطقة مروانة بولاية باتنة، أما باقي السيارات، فقد تكفّل ببيعها المتهم الثاني رفقة شريك ثالث يدعى ''ج.الحاج''، اللذان تم توقيفهما في كمين نصبته مصالح الأمن بولاية الشلف وهما لى متن سيارة من نوع رونو كونغو، وكانا بصدد بيع سيارة كانا سيستلمانها من المتهم ''ر.محمد''. وخلال توقيفه، اعترف المتهم الرئيسي بكل الوقائع المنسوبة إليه وهو الآن وشركائه الأربعة يستعدان للمثول أمام مجلس قضاء العاصمة الأسبوع القادم بعدما جرى تأجيل الجلسة الخميس الماضي.