هولاند مطالب بخطة جريئة إذا أراد طي صفحة الماضي من الوقاحة المطالبة بأملاك المعمّرين الذين كانوا سندا للاستعمار أفاد السعيد عبادو، أمين عام المنظمة الوطنية للمجاهدين، بأن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، الذي سيزور الجزائر نهاية العام، ''مطلوب منه القيام بخطوات جريئة في اتجاه الاعتراف بجرائم الاستعمار''. واستغرب عبادو، من جانب آخر، أن ''تتربع سفارة فرنسا على قرابة ربع مساحة بلدية حيدرة، قياسا إلى سفارات بلدان أخرى''. قال عبادو، في مقابلة مع ''الخبر'' جرت بمقر المنظمة بالعاصمة، إن الاشتراكي هولاند ''مدعو لسحب قانون 23 فيفري 2005 لأنه لا زال ساريا''. وتقوم فلسفة القانون، الذي أعده نواب اليمين، على أن تواجد فرنسا في بلدان شمال إفريقيا خلال القرنين ال19 وال20 ''كان بغرض جلب الحضارة إليها''. ورغم أن الرئيس السابق، جاك شيراك، أفرغ شيئا مما ينطوي عليه مضمون القانون من تمجيد للاستعمار، فإن عبادو يقول إنه ''ما يزال يمثل استفزازا للشعوب المستعمرة سابقا، طالما أنه ينص على تدريس الدور الحضاري المزعوم لفرنسا، في المدارس والجامعات عندهم''. ودعا عبادو هولاند إلى ''المبادرة بخطوة جريئة إذا أراد فعلا إيجاد صدى إيجابي من جهة الجزائر بخصوص فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، فهو مطالب بأن يعترف باسم فرنسا الرسمية بجرائم الاستعمار وعمليات الإبادة، ومخلفات التجارب النووية والألغام المضادة للأشخاص وبتفقير وتجهيل الشعب الجزائري. وفوق ذلك أن تعتذر دولته على كل هذه الجرائم وتعيد كل الأموال والأرشيف والمواد الثمينة التاريخية التي نهبت''. ويرى عبادو أن الفرنسيين لا يمكن أن يزعموا أن ذلك غير ممكن، لأن التسوية التي تمت بين فرنسا وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية تشكل نموذجا في هذا الجانب. وانتقد عبادو تصريحات لوزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، حول استعادة أملاك الأقدام السوداء. وقال بهذا الخصوص: ''من الوقاحة أن نطلب من الجزائر إعادة أي شيء للمعمّرين المحتلين الذين كانوا سندا للاستعمار الاستيطاني.. هذا أمر مرفوض تاريخيا وقانونا. وحتى اليهود الذين قاموا بمساع لدى الأممالمتحدة لاستعادة ما يزعمونه أملاكا تعود لهم، وقفوا بجانب فرنسا وخانوا الجزائر، والفرنسيون هم من يحرضونهم على القيام بهذا المسعى''. وأضاف: ''إن مثل هذه التصرفات والمواقف لا تشجع على طي صفحة التوتر والاستفزاز''. وانتقد عبادو أيضا تصريحات يمينة بن فيفي، الوزيرة الفرنسية المنتدبة للفرانكفونية، عندما زارت الجزائر مطلع الشهر الحالي. وقال بالتحديد: ''هذه السيدة تحدثت عن تكوين مكونين باللغة الفرنسية، ولاحظت باستغراب أن لا أحد من المسؤولين ولا أستاذ ولا طالب في الجامعة رد عليها، فيقول لها لسنا بحاجة إلى الفرنسية كلغة ثانية وأن رغبتنا أن تكون الإنجليزية هي اللغة الثانية''. مشيرا إلى أن بن فيفي ''تحدثت وكأن الجزائر لا زالت مستعمرة.. وكأننا بلد فرانكفوني''. من جانب آخر، قال وزير المجاهدين السابق إنه يستغرب ''سبب تربّع سفارة فرنسا على مساحة تقارب ربع تراب بلدية حيدرة، زيادة على ما تملكه من مساحة في الأبيار''. وأضاف: ''ألا يوجد من أحد طرح السؤال عن سبب أخذ كل هذه المساحة، مقارنة بسفارات بلدان أخرى كبيرة مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا؟.. ولماذا كل هذا السياج المضروب على هذه المساحة!''. وطالب عبادو باستعادة جزء من المساحة التي يرى أنها ''أكبر مما تستحقه السفارة الفرنسية، وأن دولتنا بحاجة إليها لأنها الأحق بها''.