سعدي يوسف الذي احتفل الصالون الجزائري للكتاب بتكريمه مثلما جاء في صحيفة ''الخبر''، من الشعراء العرب الذين قالوا شعرا في الثورة الجزائرية، والذين عملتُ على جمع شعرهم خلال أربعين شهرا بين سنة 1971 و سنة 1974 قضيتها في العراق كسفير للجزائر، تمكنت من جمع 255 قصيدة قالها 107 شاعر وشاعرة موزعين على 20 مدينة وقرية عراقية. ونشر ذلك في كتاب عنوانه (الثورة الجزائرية في الشعر العراقي)، طبع ثلاث طبعات، واحدة في بغداد واثنتان في الجزائر، وضمن هؤلاء الشعراء سعدي يوسف الذي له ثلاث قصائد. انتشر الجهد الذي قمت به في العراق وقدّره العراقيون، حيث تمكنت من اكتشاف عشرات الشعراء في قرى نائية، كانوا مجهولين، لأن المعروف هو الشاعر الذي يقيم في المدن الكبرى: بغداد والبصرة والموصل والنجف. وطلبت مني وزارة الثقافة أسماءهم فنشرتْ لهم دواوين. كما قررت الوزارة نشر كتابي. وعندما اطّلعتْ عليه وزارة الثقافة العراقية، اتصل بي الوزير طالبا مني حذف بعض الأسماء منهم سعدي يوسف لأنه كان في المعارضة، يقيم بدمشق ويهاجم النظام بالعراق، فكان جوابي: ''أنا أرفض أن تحذف كلمة واحدة من المخطوط، إما أن ينشر كاملا أو لا ينشر''. وتشاء الصدف أن أستقبل من صدام حسين سنة 1979 فدار الحوار التالي بيني وبينه: أين كتابك نحن ننتظر صدوره ببغداد؟ توجد مشكلة، وزارة الثقافة تطلب حذف بعض الأسماء المعارضة للنظام بالعراق، وأنا مصرّ على أن ينشر كاملا لأن الشعراء قالوا شعرا في الثورة الجزائرية في الخمسينيات، وإذا نشر في بغداد بأسماء الشعراء المعارضين ستكبُر في أعين القراء العرب. ينشر كما ترى كاملا. ثم حمل سماعة الهاتف وأمر الوزير ينشر الكتاب كاملا دون حذف، ونشر الكتاب في جزءين سنة 1981 وفيه سعدي يوسف. الكتاب طبع في خمسة عشر ألف نسخة، على أن ترسل خمسة آلاف نسخة للجزائر مثلما طلبتُ، لكن السوق العراقية ابتلعت سائر النسخ فطلبت من الوزارة إذنا بسحبه في الجزائر وطبعته المؤسسة الوطنية للكتاب سنة .1985 وإلى القراء إحدى قصائد سعدي يوسف المنشورة في الكتاب.
طريق إلى قسنطينة أنا لست أملك بندقيه لكنهم لو يسمحون هنا لأسرعنا إليكِ ولبعت أوراقي ومكتبتي وجئت ببندقيه ولكنت جنديا لديكِ أمضي وأقتل في المدينه من أجل أطفال المدينه ولنسْمة من برشلونه ولوجهكِ العربيّ، يا ضوءَ الشمالْ قلبي يرفّ على سفينه والنخل تلمس سعفَه ريحُ الشمالْ وهناك في الآفاق تلتمع المدينه ويموت في أعماقها حيٌّ، وتنسف برشلونه خذني إليها يا شمالْ أأظلّ بين النخل والأنهار أعمى لا أراها وأموت في أرض سواها؟ أعبر بي الدنيا إليها أنا هارب وحدي إليها قلبي يدق لها تحيه وعلى ذراعي بندقيه