الصورة الآتية أقدّمها لكم، أيها القرّاء، لتدركوا المدى الذي وصل إليه الفساد في هذه البلاد. اتصل بي مواطن من مدينة داخلية وقال لي: إن مير بلدته الأفالاني قد أعاد ترشيح نفسه على رأس قائمة حزبه.. وقد دفع لحزبه شكارة فيها مليار سنتيم، عدّا ونقدا، ليضمن رأس القائمة، ودفع نصف المبلغ لفائدة صاحبه في حزب الراندو، ليضمن له رئاسة قائمة هذا الحزب.! والسبب كي يضمن صاحبنا رئاسة البلدية عندما يتحالف الراندو مع الأفالان بعد الانتخابات؟! إلى هذا المستوى وصل الفساد السياسي والانتخابي في أحزاب السلطة؟! مير آخر في قلب الجزائر العاصمة، قال لي إن معركة نشبت بين مناضلين في قسمته لترشيح قائمة الأفالان في بلديته، وحسم الأمر في الجمعية العامة والمكتب السياسي للأفالان لصالح قائمة محدّدة.. ولكن أعضاء القائمة المنافسة انتقلوا إلى حزب آخر وترشحوا باسم حزب آخر، دون علم العديد ممن وردت أسماؤهم في القائمة وفي آخر الترتيب. واحتج أحد المرشحين على الأمر لأنه ترشح مع الأفالان، فوجد نفسه مرشحا مع حزب آخر.. ورفع الأمر للعدالة.. ولكن العدالة حكمت بعدم الاختصاص.. يحدث هذا في بلدية يراها وزير الداخلية من نافذة مكتبه.. هل هناك فساد أكبر من هذا؟ أطرف من هذا كله أن أحد أعضاء المكتب السياسي في الأفالان يسكن فيلا بالأبيار، تشاجر مع زوجته لأنها ربّت له مجموعة من القطط في حديقة المنزل.. وقامت القطط بجعل رائحة المنزل تشبه رائحة أروقة الأفالان (المقر المركزي)، عندما احتله بلطجية بلخادم لمنع خصومه من احتلاله، قبل أسابيع.! عضو المكتب السياسي هذا استأجر مجموعة من الشباب لاصطياد قطط زوجته في حديقة المنزل، ووضع بعضها في شكارة، وذهب إلى مقر الحزب وقابل الموظف المكلف بجمع شكاير الأمين العام الخاصة بالترشح.. وأعطاه شكارة على أنها شكارة دراهم من مير مترشح، عرفانا بالفضل لأهل الفضل من قيادة الحزب.! وسارع الموظف إلى إخفاء الشكارة في مكان غير منظور بالمكتب.. وعندما غادر عضو المكتب السياسي المكان.. هرول صاحبنا لفتح الشكارة لأخذ نصيبه قبل أن يقدم الباقي للأمين العام.. ولكن القطط نطت في وجهه.. وراحت تركض في أروقة مقر الأفالان.! إلى هذا المستوى وصل حال الأفالان التي حصدت كل مقاعد البرلمان، وستحصد مقاعد البلديات والولايات؟! وبعد هذا، هل بقي للكلام معنى؟!