تسارعت حركة الأحزاب السياسية بولاية الجلفة بشكل لافت مع اقتراب نهاية المهلة المحددة قانونا لتقديم قوائم الترشيحات للمحليات المقبلة، حيث رصدت ''الخبر'' رحلات قيادات محلية في الأرندي، والأفالان وحزب العمال إلى مختلف البلديات ال36 بولاية الجلفة. قررت معظم الأحزاب التغاضي بشكل كبير عن الانتماء الحزبي في اختيار مرشحيها، مبقية على شرط ''الشعبية والعرش الكبير'' في مسعى لافتكاك أكبر عدد من مقاعد المجالس البلدية والولائية. وضمن هذا التوجه قام حزب التجمع الوطني الديمقراطي باختيار قوائم أولية لأهم الأسماء الثقيلة التي تحظى بشعبية لدى عروشهم لترشيحهم في الانتخابات المحلية. وعلمت ''الخبر'' من مصادر موثوقة أن الأرندي استقطب الكثير من الشخصيات وفتح معهم المفاوضات من أجل ترشيحهم على رؤوس قوائمه بالبلديات، على أن يختار رأس القائمة في حالة موافقته على من سيكونون معه، في حين أن قائمة المجلس الشعبي الولائي، حسب قيادة الحزب، ''لن تكون مشكلة سوى من مناضلي الأرندي''. ومن جهة أخرى قرر الأفالان هو الآخر، بعد استشارة واسعة من أجل استرجاع البلديات التي استحوذ عليها غريمه الأرندي في العهدة السابقة، إعطاء العروش والفرق الكبيرة المنتشرة عبر البلديات والتي تملك وعاء انتخابيا، الصلاحيات من أجل اختيار مرشحيهم للانتخابات المحلية، على غرار ما حدث في بلدية حاسي بحبح وعين الإبل وبعض البلديات الأخرى. وقد عمدت قيادة الأفالان إلى أن تحضر في آخر لقاء مع أعيان العروش، لأخذ الأسماء التي تم الاتفاق حولها ووقع عليها إجماع. وكشف عضو اللجنة المركزية، إسماعيل الحدي، أن ''هذه العملية ستوفر علينا الوقت وكذا الصراعات التي يمكن أن تحدث بين مناضلي الحزب''، مضيفا أن الأفالان سيحاول استرجاع البلديات التي خسرها في العهدة السابقة، إضافة إلى رئاسة المجلس الشعبي الولائي، مؤكدا أن نتائج التشريعيات يجب أن تتجسد في حصد أكبر عدد من المقاعد في المجالس المحلية. في سياق متصل قرر مئات المناضلين في الأفالان ببلدية ''دار الشيوخ'' بولاية الجلفة، التوجه إلى العاصمة والاعتصام أمام مقر الحزب، للقاء الأمين العام عبد العزيز بلخادم، من أجل حماية، كما قالوا ''اختيار القاعدة النضالية في قوائم مرشحيها ومنع البزنسة والشكارة في تكريس ترشيح أميار لا يقطنون بالبلدية، كما حدث في عهدات سابقة''. وجاء قرار القاعدة النضالية ببلدية دار الشيوخ بعدما راسلت عبد العزيز بلخادم ووجهت له عدة بيانات تخص ما تناهى إليهم من أخبار عن ''محاولة ترشيح غرباء عن بلديتهم في المحليات القادمة''. وذكروا أن مسعاهم يهدف إلى أخذ ضمانات من قيادة الحزب ''لحماية اختيار كل قسمة لوحدها، خاصة فيما يتعلق بالمجالس البلدية''.