دعا أحد المسؤولين في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بعد ''مهزلة'' مباراة البوسنة الأخيرة، إلى تحويل أرضية ملعب 5 جويلية من العشب الطبيعي إلى العشب الاصطناعي، كما كانت عليه قبل ثلاثة عقود من الآن، للتخلص من الصداع الذي سببته أرضية أكبر ملعب في الجزائر للمسؤولين على قطاع الرياضة الجزائرية، مدعيا أن لا مكان للعشب الطبيعي في الجزائر بسبب كلفة صيانته وغياب التقنيين المتخصصين لرعايته. وتبدو دعوة مسؤول ''الفاف'' غير بريئة خاصة في ظل الحديث المتداول هذه الأيام في أروقة وزارة الشباب والرياضة حول تورّط ما يمكن وصفها ب''مافيا الطارطون'' التي تنشط في مجال استيراد ووضع أرضيات العشب الاصطناعي، والتي تروّج لمثل هذه الفرضيات من أجل مواصلة زحفها على كل الأرضيات العشبية في الجزائر والتي تسارعت وتيرتها خلال السنوات الأخيرة الماضية. وربط مصدر مسؤول في وزارة الشباب والرياضة التزايد المضطرد لعملية زحف ''الطارطون'' على الملاعب ''العشبية'' خلال السنوات الأخيرة بعلاقة مشبوهة بين إحدى الشركات الناشطة بقوة في مجال وضع البساط الاصطناعي مع أحد المسؤولين السامين في الوزارة، والذي ساهم منذ وصوله لمنصبه في مبني أول ماي سنة 2007، في تحويل أرضيات ملاعب بجاية وسيدي بلعباس ووهران وغليزان وتيارت وبراكني بالبليدة وأخرى في مختلف أنحاء الوطن، المعشوشبة طبيعيا إلى أرضيات من عشب اصطناعي، في انتظار أن يعرّج هؤلاء على ملعبي تلمسان وسعيدة وملاعب أخرى، بعد أن كان ذات المسؤول وراء قرار غلق مخبر الأرضيات الرياضية الذي أنشأه الوزير الأسبق للشباب والرياضة، يحيى فيدوم، وهو المعهد الذي كان يسهر على متابعة وعناية الأرضيات العشبية. ويعرف سوق ''الطارطون'' رواجا كبيرا في الجزائر ويحقق منافع قياسية للشركات الناشطة فيه، حيث تقدّر كلفة وضع أرضية اصطناعية جديدة بسبعة ملايير سنتيم، فيما تكلف عملية إعادة الأرضية أكثر من ثلاثة ملايير، وهي المداخيل التي تسهر هذه الشركات على توسيعها والرفع منها من خلال ترويج نظرية ''فشل العشب الطبيعي'' في الجزائر والتهليل لفوائد العشب الاصطناعي الذي بات يستورد حاليا من الصين بنوعية رديئة، ليستمر زحف ''الطارطون'' الذي أكد كل الخبراء بأنه لا يساهم أبدا في ترقية ممارسة كرة القدم ويقف وراء العديد من الإصابات التي تلاحق اللاعبين.