لك الله يا غزة.. شعار أجمع عليه روّاد شبكة التواصل الاجتماعي، فايسبوك، في تعليقاتهم على الحرب على غزة، منتقدين كل من شحذ الشعوب في ثورات إسقاط الأنظمة، وموجهين اللوم للفضائيات الإخبارية العربية في تغطيتها لمشاهد الموت في غزة، والتي وصفوها ب''المخيّبة''. أخذت القنوات الإخبارية العربية حصة الأسد من انتقادات نشطاء الفايسبوك الجزائريين، معتبرين لغتها في نقل مجريات الحرب غير المتكافئة في غزة ب''الباردة''، بخلاف تعاطيها مع ثورات الربيع العربي في سوريا وليبيا ومختلف البلدان التي مرت منها رياح التغيير. ونشرت العديد من الصفحات صورا تظهر تغطية الفضائيات الإخبارية العربية لمستجدات الهجوم على غزة، يظهر في أحدها خبر عاجل يتحدث عن ''صدّ منظومة الدفاع الإسرائيلية لصاروخين فلسطينيين''. فعلى صفحة ''كل نساء العالم تنجب أطفالا إلا نساء الجزائر تنجب أبطالا''، وصف الخبر وطريقة صياغته وكأنه محاولة من القناة لرفع معنويات الإسرائيليين، وكسر معنويات الفلسطينيين. وعلق عليه أحدهم وكأنه خبر على قناة إسرائيلية، قائلا: ''لو لم أر شعار القناة، كنت فكرت أنها قناة إسرائيلية''. ووضع الفايسبوكيون تحت المجهر المصطلحات والعبارات المستعملة من قبل مذيعي هذه القنوات في تغطية الهجوم الإسرائيلي على غزة، في مقارنة بين ثلاث قنوات عربية. ففي حين وصفته قناة ''الميادين'' بالعدوان الإسرائيلي، تناولته ''الجزيرة'' على أنه حملة الإسرائيلية و''العربية'' بالعملية العسكرية. وحتى بالنسبة لشهداء العدوان الإسرائيلي، لم يكن هناك إجماع حول تسميتهم، وهو ما أثار نقمة الفايسبوكيين، فهم شهداء بالنسبة ل''الميادين''، وضحايا حسب ''الجزيرة''، وقتلى ل''العربية''. ولم يختلف الأمر بالنسبة لتعليق هذه القنوات على رد الفعل الفلسطيني على الهجوم، ف''الميادين'' تقول: ''دكّت صواريخ المقاومة الفلسطينية عمق تل أبيب، ومستوطنات أخرى في فلسطين المحتلة''، ويردّد صحفيو ''الجزيرة'': ''قصفت الفصائل الفلسطينية مدينة تل أبيب الإسرائيلية''، أما ''العربية'' فتقول: ''سقطت قذائف من غزة على أرض إسرائيل''. وتساءل الفايسبوكيون عن غياب كل من نادوا بالتحرك لنصرة الشعوب العربية في توارث إسقاط الأنظمة، وخمدت أصواتهم عندما وصلت نيران إسرائيل إلى غزة الجريحة ''وكأن مأساة فلسطين قضاء وقدر محتوم، وروتين يومي في حياتنا، ودماء الفلسطينيين تمرّست القتل والدم ولا داعي لنجدتها''، مثلما كتب أحد النشطاء. ومن بين التعاليق التي تداولتها صفحات الفايسبوك: ''فجأة.. القرضاوي لم يُفت بقتل شيمون بيريز أو نتنياهو، مثلما فعل مع القذافي. فجأة.. دول الخليج لم تتحرك لتسليح المقاومة الفلسطينية، مثلما قامت بتسليح الجيش الحر. فجأة.. جامعة الدول العربية انتظرت أربعة أيام من بدء قصف غزة لتجتمع، بينما اجتمعت خلال نصف ساعة لاستدعاء الغزو للعراق وليبيا ولطرد سوريا من عضويتها. فجأة.. لم تقم الدول العربية بطرد السفراء الإسرائيليين، كما فعلت بطرد سفراء سوريا العربية خلال دقائق، بعد أن أمرتهم أمريكا بذلك فجأة''.