نشكر الجزائر لدعمنا وهذا أمر تعوّدنا عليه منذ سنوات قال الدكتور يونس الخطيب إن إسرائيل استخدمت قذائف من بقايا اليورانيوم ضد المدنيين في قطاع غزة، مؤكّدا أنه سلاح محرّم دوليا ويقتل بلا هوادة. وشكر، في حديثه مع ''الخبر''، المساعدات الجزائرية التي وصلت إلى قطاع غزة أول أمس، مشيرا أن الفلسطينيين تعوّدوا على الدعم الجزائري لقضيتهم منذ سنوات. كيف ترى المساعدات الجزائرية لجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية ؟ نشكر الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد على هذه المساعدات. والجزائر وقفت مع القضية الفلسطينية منذ سنوات. تعوّدنا من الجزائر، من شعبها ورئيسها وجمعية الهلال الأحمر الجزائري، وجود كل الدعم. وهذه المنحة من الجزائر أول دعم جزائري يصل إلى غزة من خلال مطار العريش ومعبر رفح. ونحن تعوّدنا على هذا الدعم من الجزائر، لتخفيف المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني من العدوان الغاشم. شعبنا أعزل وإذا قمنا بقياس معدّلات القوة بين الطرفين فشعبنا تحت الحصار منذ سنوات طويلة، وأي دعم، سواء غذائي أو طبي أو معنوي، يساهم في التخفيف عن الشعب الفلسطيني معاناته. وبالتالي هذه الأطنان من المعونات الجزائرية ستساهم في التخفيف من المعاناة عن الأسر الفلسطينية، وستساهم في علاج الجرحى جراء العدوان الصهيوني. من خلال متابعتك لحالات الجرحى والشهداء، هل ترى أن إسرائيل استخدمت أسلحة محرّمة دولية أثناء هذا العدوان؟ في الحرب الأولى على غزة 8002 و9002 كان هناك بعض الحالات استخدمت فيها إسرائيل أسلحة وقذائف مخصّبة باليورانيوم، أي مصنعة من بقايا اليورانيوم المخصّب، وهي أسلحة محرّمة دوليا، وتمثّل خطورة شديدة على الناس، وتقتل بلا هوادة. لم نشهد في هذا العدوان استعمال أسلحة كيمياوية من خلال الحالات التي نعالجها، لكننا شهدنا قذائف وأسلحة مصّنعة من بقايا اليورانيوم المخصّب، وقتلت الكثيرين. وهناك العديد من الأدلة أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم هذه الأسلحة المحرّمة دوليا. هل تقومون بعمل تحليل للأسلحة المستخدمة من خلال حالات الجرحى؟ الأطباء الآن مشغولون أكثر بإغاثة الحالات الطارئة، وليس لديهم وقت للكشف عن طبيعة السلاح المستخدم ضد الفلسطينيين، لكن سيأتي الوقت الذي سنكشف فيه كل المواد المحرّمة دوليا التي استخدمتها إسرائيل في العدوان على غزة. والأكيد الآن هو وجود قذائف مصنوعة من بقايا اليورانيوم تستخدمها إسرائيل في قتل الفلسطينيين. وما هو تأثير قذائف اليورانيوم على الجرحى؟ الإشعاعات التي تتركها القذائف تؤثّر على الجلد وتعمل على انسداد الأوعية الدموية، وتلف الخلايا العصبية، ووقف الأجهزة الرئيسية كالقلب والكلي، ونزيف في الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى تأثير سلبي على نخاع العظم وعدم تجديد خلايا الدم بصورة طبيعية، والتأثير على جهاز المناعة ومقاومته للأمراض، واحتمال الإصابة بجلطات في المخ بنسبة كبيرة، كما إنها تسبب أمراض سرطانية. ما هي أكثر أنواع الإصابات انتشارا بين الجرحى الفلسطينيين؟ لدينا كافة أنواع الإصابات جراء الصواريخ وقنابل المدفعية، منها أطراف مبتورة وإصابات في الرأس، وفي بعض الأحيان تصل لنا أشلاء مقطّعة من الأجساد بسبب قوة القصف والعدوان الذي لا يميّز أحدا. من هي أكثر الفئات تعرّضا للإصابة والقتل؟ أكثر من نصف الشهداء من الأطفال والنساء وكبار السن، وهذا يدلّ على أن القصف الإسرائيلي استهدف المدنيين منذ اللحظة الأولى، ولم يكن موجّها ضد أجنحة عسكرية كما يدّعون. بل القذائف الإسرائيلية لا تميّز بين أحد، وهم يقتلون أطفالنا للقضاء على المستقبل. كما إن معظم المصابين من كبار السن والنساء والأطفال. إسرائيل ترتكب جرائم بشعة ضد الإنسانية، وهي مجرمة في القانون الدولي وسط تواطؤ من القوى الغربية التي تساندها في هذا العدوان الغاشم. كيف ترى الموقف العربي تجاه العدوان على غزة؟ هناك بداية لموقف عربي مميّز، نتمنى أن يتطور في المستقبل لكي يساند القضية الفلسطينية، ليس فقط على الصعيد الإنساني، إنما أيضا على مستوى الدعم السياسي أكثر في المحافل الدولية، حتى نستطيع الوصول إلى إنجاز يتحقّق في هذه القضية، نصل فيه إلى الاستقلال الوطني إن شاء الله.