وكانت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان اتهمت إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال عدوانها على قطاع غزة، مشيرة إلى أن استخدامها لقذائف الفوسفور الأبيض في مناطق مكتظة بالسكان في غزة كان غير متناسب وغير مشروع. وقالت المنظمة في بيان لها إن مثل هذا الاستخدام المكثف لهذا السلاح في أحياء سكنية مكتظة بالسكان في غزة ينطوي على عدم تناسب، وإن استخدامه المتكرر بهذه الطريقة بالرغم من آثاره غير المتناسبة وتأثيره على المدنيين هو جريمة حرب. من جانبه، قال خبير الأسلحة، كريس كوب سميث -الذي زار غزة ضمن فريق تابع لمنظمة العفو ضم أربعة أفراد - إنه عثر على أدلة على نطاق واسع على استخدام المادة الحارقة. وقال سميث في بيان: "رأينا شوارع وأزقة تنتشر فيها أدلة على استخدام الفوسفور الأبيض، منها قطع إسفينية الشكل مازالت تحترق وبقايا القذائف والعبوات التي أطلقها الجيش الإسرائيلي"، وأضاف: "الفوسفور الأبيض سلاح مخصص لصنع ستائر دخان (لتغطية) تحركات القوات في ميدان المعركة، إنه شديد الإحراق ويشتعل عقب ملامسة الهواء، وتأثير انتشاره يدعو إلى عدم استخدامه مطلقا في مناطق مدنية". والفوسفور الأبيض مادة شديدة الإحتراق تشتعل بوميض ساطع جدا ولفترات طويلة، وتستخدم المادة في أحيان كثيرة لصنع ستائر دخان، لكن يمكن استخدامها أيضا كسلاح يسبب حروقا بالغة إذا لامس الجلد. وفي تطور مواز، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه استكمل صباح أمس الأربعاء عملية انسحاب قواته من قطاع غزة بعد عدوان همجي استمر 22 يوما، استخدم فيه أسلحة محرمة دولية وأحرق فيه الأخضر واليابس ودمر تماما البنية التحتية للعديد من مدن وبلدات القطاع وأباد عائلات فلسطينية بأكملها. وأسفرت المحرقة الإسرائيلية التي استمرت ثلاثة أسابيع على قطاع غزة عن استشهاد 1315 فلسطيني، بينهم 410 أطفال و108 نساء وجرح أكثر من 5300 آخرين، حسب المصادر الطبية الفلسطينية.