نزح آلاف من سكان مخيّم على الأطراف الجنوبية للعاصمة السورية دمشق عن بيوتهم بعد أن قصفه الطيران السوري بالصواريخ إثر اشتباكات بين القوات الحكومية وكتائب ثورية مسلحة، ومازال النزوح مستمراً طوال يوم الاثنين، فيما أكّد ناشطون أن غالبية المخيم باتت تسيطر عليه المعارضة المسلحة. ووفق شهود عيان وسكان، فقد افترش المئات من سكان مخيم اليرموك الشوارع في الأحياء القريبة من المخيّم كالميدان والزاهرة القديمة والجديدة وأحياء داخل المخيم بعيدة عن مناطق الاشتباكات بعد أن هربوا من قصف مستمر طوال الليل بالمدفعية والهاون تعرض له المخيم الذي تقطنه غالبية فلسطينيةوناشد ناشطون سكان دمشق نجدة أهالي المخيم النازحين، فيما أكّدوا أن غالبية مناطق المخيم يسيطر عليها الجيش السوري الحر المعارض، وأن الجيش النظامي لا يسيطر إلا على أجزاء بسيطة وشوارع رئيسية، فيما يمكن رؤية مقاتلي المعارضة يسيرون بحرية في الشوارع الجانبيةوقال شهود عيان، إن قوات الأمن والجيش أفرغت أبنية مواجهة لمداخل المخيم واستحكمت فيها وعلى أسطحتها، كما احتشدت دبابات للجيش النظامي في شوارع رئيسية تحاذي المخيم، فيما استمر قصف بعض المناطق داخله بالمدفعية والهاون، وبراجمات الصواريخ من مطار المزة العسكري وجبال المزة التي تبعد نحو سبعة كيلومترات عن المخيموكان ناشطون قد أكّدوا الأحد إن مقاتلات حربية سورية قصفت مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وقتلت ما لا يقل عن 25 شخصاً (سوريين وفلسطينيين) كانوا يحتمون داخل مسجد عبد القادر الحسيني وسط المخيم القريب من نقطة تماس بين المعارضة المسلحة وقوات النظام وعناصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة التابعة لأحمد جبريل، وأظهر تسجيل مصور نشر في وسائل الإعلام المرئية جثثاً وأشلاء متناثرة على مدخل المسجدوتؤوي سورية أكثر من 500 ألف لاجئ فلسطيني يعيش القسم الأكبر منهم في مخيم اليرموك ومخيم فلسطين المجاور، فيما يقطن نحو مليون سوري إضافي في هذه الأحياء، وتتهم المعارضة السورية فصائل الجبهة الشعبية القيادة العامة باستلام أسلحة لدعم النظام السوري عسكرياً ويقول الناشطون والسكان إن الجيش السوري الحر ومجموعات إسلامية ومتطوعين كانوا طوال أسابيع يتمددون حول المخيم إلى أن سيطروا على أجزائه الجنوبية والشرقية، كأحياء التقدم والتضامن وصولاً إلى احتلال أزقة المخيم وشوارعه الفرعية، فيما استمرت قوات النظام بقصف الأحياء المحيطة بالمخيم وتضررت تجمعات طبية وأحياء سكنية (الجاعونة، حارة المنصورة، حيفا، لوبية، وشارع فلسطين وغيرها) وانقطعت الكهرباء، وسقط عشرات القتلى ومئات الجرحى خلال الأيام الماضية