شهدت العاصمة السورية دمشق واحدة من أكثر الليالي عنفاً، وقصفت المدفعية الميدانية ومدافع الهاون العديد من أحيائها الجنوبية ومدن الريف، وشهدت مناطق متعددة من العاصمة اشتباكات بين القوات النظامية وكتائب الجيش الحر، استمرت طوال مساء الأحد واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين ووثقت لجان التنسيق المحلية في سورية سقوط أكثر من مائة قتيل في دمشق وريفها، بينهم نساء وأطفال، تسعة منهم أعدموا ميدانياً في منطقة السبينة، واثنان وعشرين في قصف مخيم اليرموك جنوبدمشق، والباقين في قصف بالطيران الحربي والمدفعيةواستمر قصف الطيران الحربي صباح الاثنين على مناطق في ريف دمشق القريب وخاصة يلدا وسبينة وببيلا، فيما احتشدت قوات نظامية كبيرة على أطراف مدينة دوما بعد سلسلة هجمات تعرضت لها حواجز عسكرية للنظاموقال سكان وناشطون إن الليلة كانت قاسية، ولم يتوقف قصف المدفعية الميدانية من مطار المزة العسكري وجبال المزة على أطراف مخيم اليرموك وأحياء التضامن والحجر الأسود، كما قصفت المدفعية الميدانية ببيلا والقدم والتقدم ونهر عيشة، وترافق بإطلاق رصاص كثيف في الكثير من الأحيان، كما ترافق مع انقطاع شبه كامل للتيار الكهربائي عن المنطقة، ووصف سكان من مخيم اليرموك الذي تقطنه غالبية فلسطينية الحالة فيه بأنها "حرب حقيقة"، مشيرين إلى سقوط أكثر من 25 قتيلاً نتيجة القصف غالبيتهم من المدنيين، وأكثر من مائة جريحوقال ناشطون إنهم رصدوا إطلاق أكثر من مائة قذيفة مدفعية من مناطق في غرب دمشق على مناطق جنوب وشرق العاصمة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، فيما شهدت العاصمة حالة شبيهة بمنع التجول خلال الليلوأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن حي الحجر الأسود تعرّض للقصف من قبل القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة على أطراف الحي، وشهد حي التضامن حالة نزوح واسعة للأهالي، كما تعرضت حواجز للقوات النظامية في أحياء القدم ونهر عيشة وشارع ال30 بمخيم اليرموك والزاهرة القديمة ودف الشوك وبلدات يلدا وببيلا ومنطقة سيدي مقداد وعقربا وبيت سحم للهجوم من قبل مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في وقت واحد، مشيراً إلى عدم ورود معلومات عن الخسائر البشريةفيما قامت الطائرات الحربية بقصف مناطق في ريف دمشق منذ الصباح، وخاصة في مدينة دوما التي نصح ناشطون سكانها مغادرة المدينة حفاظاً على حياتهم