يعقد مجلس شورى حركة مجتمع السلم دورة عادية منتصف جانفي المقبل تمهيدا لعقد المؤتمر الخامس للحركة، الذي يأتي في ظروف سياسية مغايرة بالنسبة للحركة على صعيد حضورها السياسي وقوتها التنظيمية. حذر رئيس مجلس شورى حركة مجتمع السلم، عبد الرحمن سعيدي، قيادات الحركة وكوادرها من الانزلاق خلال المؤتمر الخامس للحركة، المقرر في شهر مارس المقبل، إلى نفس مأزق المؤتمر الرابع السابق في أفريل 2008، والذي أدى إلى انقسام الحركة إلى شطرين، بعد خروج مجموعة التغيير بقيادة عبد المجيد مناصرة. وقال سعيدي، في تصريح ل''الخبر'' إن ''الرهان الحقيقي لكوادر الحركة ومناضليها وقياداتها المحلية والمركزية هو التوجه إلى مؤتمر هادئ يناقش قضايا الحركة وأوضاعها ومستقبلها بصورة هادئة وموضوعية بعيدا عن أي تشنج''. وأضاف: ''النقاش حول قيادة الحركة مشروع وطبيعي، لكن ما يهمنا هو أن نتفادى إعادة ما عشناه في المؤتمر الرابع، لأنه إذا كان في رهانات القيادة يشكل مركز النقاش في الحركة قبل المؤتمر، فسننزلق إلى نفس سيناريوهات المؤتمر الرابع''، مشيرا إلى ''أن كل قيادات الحركة وكوادرها واعية بهذا التحدي، وشديدة التمسك بوحدة الحركة''. وأكد أن ''مجلس شورى الحركة سيتكفل بوضع ضوابط تساهم في التوجه إلى مؤتمر هادئ''. وتعكس تصريحات سعيدي مخاوف راهنة داخل مفاصل الحركة حول إمكانية انزلاق النقاش بشأن القيادة المقبلة لقيادة الحركة في المؤتمر المقبل إلى مستويات حادة، تعيد إنتاج نفس مشاهد التشنج والصدام الداخلي الذي شهدته الحركة عام 2008، خاصة أن الحركة قطعت المسافة الزمنية الفاصلة بين المؤتمر الرابع إلى المؤتمر الخامس وفي جعبتها انقسامان، الأول في 2008 بخروج مجموعة التغيير بقيادة مناصرة، والثاني عقب تشريعيات ماي 2012 بخروج مجموعة تاج بقيادة عمار غول. وفي هذا السياق، تنظر دورة مجلس شورى الحركة المقرر عقده في 17 جانفي المقبل في تقرير المكتب التنفيذي للحركة ونشاطه خلال النصف الثاني من السنة الجارية، وإجراء تقييم للانتخابات المحلية ونتائجها، ومناقشة استعدادات اللجنة التحضيرية للمؤتمر الخامس، والمصادقة على اللوائح السياسية والتنظيمية التي ستطرح لمناضلي الحركة في المؤتمرات الولائية والجهوية التي تسبق عقد المؤتمر الخامس في الثلاثي الأول من السنة المقبلة 2012، وتحديد الأجندة الزمنية لهذه المؤتمرات وللمؤتمر العام. وردا على سؤال حول ما إذا كان المؤتمر المقبل يمكن أن يكون محطة للمصالحة مع كوادر انسحبت في وقت سابق من الحركة، قال سعيدي إن كل شيء وارد، وأن الأبواب مفتوحة لكل من يريد العودة إلى الحركة، شريطة أن يكون عاملا إيجابيا في وحدة الحركة، مشيرا إلى أن ''هناك نداءات ودعوات ولمست رغبة في المصالحة من قبل بعض الكوادر، لكنها لم تتبلور في شكل مبادرة في هذا الاتجاه''. وأعلنت اللجنة الوطنية التحضيرية للمؤتمر الخامس للحركة انتهاءها من 70 بالمئة من اللوائح التي ستطرح للنقاش في الدورة العادية لمجلس الشورى، وأكدت أنها ''تسعى لإنجاز مؤتمر سياسي وديمقراطي متميز بحضور وطني ودولي رفيع''.