دخلت عدة أحزاب سياسية في أجواء التحضير لمؤتمراتها العامة المقررة السنة المقبلة 2013، تزامنا مع موجة خلافات وانشقاقات داخلية تعرفها، ووسط رهانات سياسية بدأت تلقي بظلالها على الساحة، تتصل بمشروع تعديل الدستور والانتخابات الرئاسية المقررة في العام الموالي .2014 تبرز حاجة حركة مجتمع السلم إلى عقد مؤتمر إنقاذ وطني يحسم الخيارات المعلنة من قبل مجلس الشورى، ووضع حد لحالة الإهدار البشري الذي تطرحه الحركة خارج إطاراتها التقليدية لتلقي بها في كيانات سياسية جديدة، على غرار كتلة المناضلين والقياديين الذين انسحبوا في عام 2008 مباشرة بعد المؤتمر الرابع بقيادة عبد المجيد مناصرة وأسسوا ''جبهة التغيير''، والكتلة المنشقة حديثا بقيادة الوزير عمار غول والتي أعلنت تأسيس حزب ''تجمّع أمل الجزائر''. وتصل إلى مؤتمرها الخامس وفي رصيدها انقسامان، وهي أكثر الأحزاب تأثرا بالصراعات الداخلية في الفترة الأخيرة، بعدما فقدت المعالم السياسية التي كانت تحدد مسارها وتوجهاتها، ووضعت الحركة في مصف أكثر الأحزاب انضباطا في وقت سابق، وسيكون المؤتمر المقبل لحمس بمثابة مؤتمر ''إنقاذ وطني'' لكيانها السياسي، وفرصة أخيرة للحركة للخروج من أزمة الخطاب المزدوج التي أوصلتها إلى نقطة الانفجار. وفي نفس السياق بدأت جبهة القوى الاشتراكية في إعادة هيكلة فدراليات الحزب المنبثقة عن المؤتمر الرابع للحزب الذي عقد في سبتمبر 2007، وتستمر هذه العملية حتى نهاية سبتمبر المقبل، تمهيدا لعقد مؤتمرها الخامس في الثلاثي الأول من السنة المقبلة 2013، وهو المؤتمر الذي يحظى بأهمية خاصة بالنظر إلى حساسية الموقف السياسي الذي يعيشه الأفافاس، والخلافات الراهنة بين القيادة الحالية الأفافاس، وزمر من القيادات السابقة تمثلها مجموعة تحسب على السكرتير السابق للحزب، كريم طابو، المفصول من الحزب مؤخرا، ومجموعة القياديين السابقين بقيادة مصطفى بوهادف وعلي قربوعة وجودي معمري، منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة، ويتعلق الرهان الرئيسي للمؤتمر المقبل لأقدم حزب معارض في الجزائر في البحث عن خيارات مرحلة ما بعد مرحلة الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد، والبحث عن أدوات جديدة لإدارة شؤونه الداخلية بعيدا عن مقبض الزعيم حسين آيت أحمد. من جهته يكون حزب التجمع الوطني الديمقراطي الأرندي على موعد مع المؤتمر السنة المقبلة 2013، وسط رهان رئيسي يتصل بانصباب تفكير الحزب على الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يعد الأمين العام للحزب، أحمد أويحيى، أبرز مرشحيها، لكن قيادة الحزب لم تفتح بعد ملف التحضير للمؤتمر بالنظر إلى ما يسبقه من استحقاقات سياسية تتعلق بالمحليات المقبلة والتجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة وتعديل الدستور، وإن كانت شكلت لجنة لإعادة لمّ شمل إطارات الحزب تمهيدا لدمجها في فضاءات الحزب قبيل المؤتمر المقبل. وعلى خلاف باقي الأحزاب السياسية تحضّر حركة النهضة، الشريكة في التكتل الإسلامي، لعقد مؤتمرها الوطني السنة المقبلة، في ظرف داخلي هادئ، وبعيدا عن كثير من الضغوط السياسية والداخلية التي تعاني منها باقي الأحزاب، خاصة وأن الحركة لا تحمل طموحا كبيرا للمنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما أن استمرارها في التكتل الإسلامي مع حركتي الإصلاح وحمس قد تدفعها إلى تزكية مرشح إجماع باسم التكتل، وفي نفس السياق تكون حركة الإصلاح الوطني على موعد مع مؤتمرها العام السنة المقبلة، بعد آخر مؤتمر عقدته في الحراش بالعاصمة بعد الانقلاب على رئيس الحركة السابق عبد الله جاب الله.