الأخضر الإبراهيمي يحذر من حرب طائفية في سوريا، فهل تشاطرونه الرأي؟ طبعا، فمنسوب العنف ارتفع كثيرا، سواء من النظام أو من المعارضة المسلحة المشكلة من الجيش الحر ومن المدنيين المسلحين، والمقاتلين القادمين من شمال إفريقيا ومن العراق ومن جهات إقليمية، وأصبحت سوريا ساحة للصراعات العربية والإقليمية، وصار هناك نوع من الحرب الأهلية، لذلك فوقف العنف صار أولوية، فالمجموعات الأجنبية والطائرات الحربية تدمر البيوت على رؤوس ساكنيها، مما أجبر آلاف السوريين على النزوح هربا من التفجيرات التي تقوم بها مجموعات متشددة. الواقع في سوريا يسوده مناخ الحرب الطائفية، لذلك أوافق الإبراهيمي على توصيفه. روسيا تقول إنه مازالت هناك فرصة للحل السلمي، فهل تعتقد أن فيه إمكانية للخروج بحل سياسي؟ الائتلاف الوطني يقول ما تقوله تركيا وقطر والولايات المتحدةالأمريكية، فإذا حدث توافق روسي أمريكي على مقررات جنيف عبر تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة وبقاء بشار الأسد إلى غاية 2014 مع حل البرلمان، ولا يمكن ذلك إلا بتوافق دولي وضمانة من روسيا والصين وإيران، وحينها على المعارضة أن توافق على ذلك. كيف يمكن إجبار الجميع على الالتزام بخارطة طريق تمتد طيلة أزيد من عام؟ النظام السوري لا يستطيع أن يستمر في ظل توافق دولي، فعندما يتم حل البرلمان وتشكيل حكومة ذات صلاحية كاملة في ظل توافق دولي يصبح بقاء نظام الأسد رمزيا، صحيح أن النظام كان يوقع اتفاقات ولكن تحت الطاولة لا يريد الالتزام بها، مثلما فعل مع المبادرة العربية ومع مبادرة كوفي عنان ومع مبادرة الإبراهيمي الأولى، ولكن العنف تعاظم بشكل لا يمكن للنظام أن يواجهه وحده، لذلك أصبح يرى في التفاوض مخرجا له، فهو إذن مضطر لوقف العنف من جانبه بتوافق دولي، والجيش الحر إذا قطع عنه التسليح من تركيا لا يستطيع أن يستمر، أما المجموعات المسلحة الأجنبية فنسبتها محدودة ولن تجد حاضنة شعبية لذلك ستضطر للعودة إلى ديارها.