أخي العالم.. أمِتْ نفسك بمُراقبة الله فإنّه معك على كلّ حال، ومع كلّ نفس، وعند طرفة كلّ عين، ويعينك على هذا دوام ذِكر الله، وكثرة التفكُّر بعظمته، مرّة من طريق نعمه، ومرّة من طريق خلقه، ومرّة من طريق التفكّر بلقائه. وحاوِل معي أن يكون ذِكْرك لله في قلبك، حيث إنّ القلب موضع نظر الله، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ الله تعالى لا ينظُر إلى صورِكُم وأموالكم ولكن إنّما ينظُر إلى قلوبكم وأعمالكم'' أخرجه أحمد ومسلم وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه. فطهِّر موضع نظر الله إليك، وإيّاك أن تعتني بطهارة الجسد والثوب والمكان لأداء ركعات جوفاء دون خشية ولا تطهير لموضع نظر الله إليك فيكون قلبك نجسًا بنجاسة الغفلات غارقًا في بحار الأهواء، ساعيًا وراء الشّهوات والملذّات النّفسية وحُبّ الأنانية وطلب الدُّنيا الفانية، فإنّ الدُّنيا خلقت لك خادمة ذليلة، فلا تكُن لها خادمًا ذليلاً، ومَن تعرَّف وعرف الله ذلّت له الدُّنيا واعتزّ عليها، ومَن غفل أو تغافل عن الله اعتزَّت عليه الدّنيا وذلّ لها.