حذر مختصون من تزايد الاكتظاظ المروري بالمدن الكبرى وخاصة العاصمة، لما له من تداعيات سلبية على صحة السائقين، حيث أصبح هؤلاء أكثر عرضة من غيرهم لأمراض قاتلة كالسكتة القلبية والضغط والسرطان، في الوقت الذي بات القلق المنجر عن هذه الظاهرة وراء تزايد حوادث المرور التي بلغت 710 قتيل وأكثر من 20 ألف جريح في .2012 أكد عميد أول للشرطة محمد طاطاشاك، أن ظاهرة الاكتظاظ المروري تعود لعدة أسباب وبات من الضروري التفكير بجدية في إيجاد حلول جذرية للظاهرة التي أصبحت مصدرا أساسيا لحوادث المرور، ومن بين العوامل التي ترفع من حجم هذه الأخيرة، حسب ما قاله ذات المسؤول، في مداخلته، أمس بفوروم جريدة ''الشعب''، هو العدد المتزايد للمركبات التي تدخل سنويا إلى الجزائر والذي تجاوز 6 ملايين سيارة في .2012 وركز المتحدث في تحليله على العاصمة كنموذج للمدن الكبرى التي تكثر فيها الحركة المرورية، وهنا عاد إلى 10 سنوات مضت عندما كانت فترة الذروة حسبه، في السابعة صباحا والسابعة مساء، إلا أنه حاليا باتت كل الأوقات حسبه ذروة، مشيرا إلى نقص عدد الحظائر بالعاصمة، ما يضطر السائقين إلى البحث المستمر عن مكان لركن السيارات، كما أن عدد المركبات التي تدخل يوميا إلى العاصمة في تزايد، حسبه، حيث تشير التقديرات، يضيف ذات المسؤول، إلى أن 300 ألف مركبة تدخل يوميا إليها. من جهة أخرى، تحدث طاطاشاك عن ارتفاع عدد سكان العاصمة بسبب النزوح الريفي وتأثيره في تفاقم الظاهرة، وأعطى مثالا عن العطل المدرسية والمناسبات الدينية، حيث تصبح حركة المرور أكثر انسيابا بسبب توجه القاطنين بها إلى ذويهم القاطنين في الولايات الأخرى. واعترف المسؤول ذاته بعدم نجاح كل التدابير التي تم اتخاذها، بما فيها منع دخول الشاحنات ذات الوزن الثقيل نهارا إلى المدن ووضع خطوط خاصة لها عبر الطرق السريعة، كما أشار إلى أن الأنفاق التي وضعت من أجل التقليص من حدة الاكتظاظ، أصبحت سببا من أسباب ارتفاعها. وعن الحواجز الأمنية التي يتهمها السائقون بوقوفها وراء الازدحام، دافع العميد عن ذلك بالقول ''العاصمة بها 1144 حاجز للمراقبة، منها دائمة وأخرى فجائية، ولهذه الأخيرة أهمية واسعة في توقيف مزوّري وثائق السيارات وكذا المتورطين في سرقة السيارات''. في المقابل، عرض البروفيسور عبد الوهاب بن قونية، مختص بمصلحة الوقاية وعلم الأوبئة بمستشفى مصطفى باشا، الأمراض التي تتسبب فيها حالة الاكتظاظ المروري والتي ربطها بالقلق الذي أصبح، حسبه، مصدرا لكل الأمراض، حيث ارتفع بموجب ذلك عدد المصابين بمرض السرطان، إذ تم تسجيل 45 ألف حالة جديدة في ,2012 كما أصبح بسبب ذلك ثلث الجزائريين مصابين بأمراض القلب، وهنا أشار إلى أن حالة القلق أثناء السياقة، باتت تتسبب في السكتة القلبية المفاجئة، بالإضافة إلى أمراض أخرى كالزهايمر والربو بسبب الملوثات الناتجة عن الغازات المنبعثة من السيارات، وكذا خلل الهرمونات. أما المختص في علم النفس، مسعود بن حليمة، فركز في مداخلته على الحالة النفسية للسائق في حالة الاكتظاظ، حيث تزداد نبضات القلب ويتراجع التنفس، فيحدث بعدها اضطراب فكري، ليصبح السائق، حسبه، هائما، ليصل إلى مرحلة الهذيان.