أرجع محمد طاطاشاك، عميد أول للشرطة نائب مدير الوقاية وحركة المرور بالمديرية العامة للأمن الوطني، الاختناق في حركة المرور الذي تشهده الشوراع الرئيسية للعاصمة، إلى التدفق الكبير للمركبات بحيث سجل دخول حوالي 300 ألف مركبة يوميا إلى العاصمة سنة 2012 قادمة من المدن المجاورة ومن الولايات الأخرى، وهو ما جعل شبكة الطرقات لا تستوعب هذا العدد الهائل، نظرا لتمركز المركبات بالجزء الشمالي للجزائر فقط، فضلا عن عوامل أخرى ربطها بالعنصر البشري، وأخرى بالإجراءات التنظيمية لقطاع النقل، والجماعات المحلية. وقال طاطاشاك في معرض حديثه عن أسباب الإكتظاظ المروري بالعاصمة، في منتدى جريدة «الشعب» أمس، أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمواطن، وبعض التسهيلات التي منحت من طرف البنوك للمواطن لاقتناء المركبات لها تأثير مباشر على زيادة عدد المركبات التي قدر عددها سنة 2012 حوالي 6 ملايين و367 ألف و896 مركبة، تجوب 112 ألف و696 كلم وهي شبكة طرقات إذ استثنيا شبكة الطريق السيار والطرقات السريعة، وحصرناها في الطرق البلدية، خاصة داخل المدن الكبرى لا تستوعب هذا العدد الهائل من المركبات التي تتمركز في الجهة الشمالية للجزائر، خاصة وأن الجزائر عرفت تأخرا في تنفيذ مخططات الطرقات التي وضعت سنوات الثمانينات إلى غاية السنوات القليلة الماضية، وهو ما أدى إلى بروز ظاهرة الازدحام المروري في كل وقت وأصبح يمتد من الساعة السابعة صباحا إلى غاية الثامنة والتاسعة ليلا بعد أن كان محصورا في ساعات الذروة المرتبطة بخروج العمال، منتصف النهار، والفترة المسائية. وربط العميد الأول للشرطة، ظاهرة الإزدحام المروري، بالإستعمال المفرط للمركبة على حساب وسائل النقل، حيث أكد أن التهرب من استعمال وسائل النقل الجماعية لعدة اعتبارات عمق من المشكل، كما يتحمل المشاة جزء من مسؤولية عرقلة حركة المرور، من خلال عبورهم وقطعهم العشوائي للطرق. ومن بين الأسباب المعروفة وراء ازدياد حركة المرور داخل المدن، حسب ذات المسؤول النزوح الريفي، بقصد الدراسة، العلاج أو العمل وهي نظرية قال طاطاشاك أنها تتضح أثناء المواسم أو الأعياد أو العطل الصيفية حيث نلاحظ انسياب في حركة المرور ومدن شبه خالية، فضلا عن تمركز القطاعات الحساسة سواء الادارية الإجتماعية الإقتصادية داخل المدن، الشيء الذي ترك اقبال المواطنين يتضاعف داخل المدن بالإضافة إلى نقص الحظائر، محصيا في هذا الشأن وجود 1000 سائق يوميا يضطر إلى الدوران أكثر من مرة للبحث عن مكان للتوقف، وهذا يشكل ضغط على الطريق ويضاعف أزمة حركة المرور، بالإضافة إلى التوقف الممنوع والعشوائي سواء على الرصيف أوعلى حافة الطريق. وفي رأي طاطاشاك، فقد فشلت الإجراءات التي اتخذتها العديد من القطاعات لفك الاختناق عن شوارع العاصمة، ومنها منع دخول الشاحنات إلى المدن في النهار، إنشاء طريق مخصص للشاحنات التي تخرج من الميناء، القضاء على التقاطعات في الطرق، وذهب إلى أبعد من ذلك حينما قال أن البعض من تلك الإجراءات لم تحل المشكل بل عمدت إلى نقل الإختناق من مكان إلى مكان آخر، على غرار الأنفاق التي أنجزت. واقترح نائب مدير الوقاية وحركة المرور بالمديرية العامة للأمن الوطني، جملة من الحلول لفك الخناق على العاصمة، بعضها يتعلق بشبكة الطرقات، والبعض الأخر يتعلق بالنقل الحضري، وقد طالب في الأولى بتزويد الطرقات بأماكن الوقوف والتوقف، وكذا الحظائر ومحطات النقل، القضاء على التقاطعات قدر الإمكان، إزالة الممهلات العشوائية والفوضوية، الإعتناء بالصيانة مع إيلاء العناية القصوى للإشارات والإنارة العمومية وصيانتها في الليل وليس في النهار حتى لا تسبب عملية الصيانة في إعاقة حركة المرور، وتحسيس الجهات الوصية والسلطات المحلية بالقيام بأعمال الترميم وصيانة قنوات صرف المياه قبل حلول موسم الشتاء، لأن تراكم المياه على حواف الطريق تتسب في إعاقة حركة المرور. وأوصى ذات المسؤول في الشق المتعلق بالنقل الحضري، بتشجيع منح رخص الاستغلال وتكوين شركات في مجال نقل الأشخاص، وتأطير وتنظيم النقابات والاتحادات.