كشفت مصادر مطّلعة من قطاع الطاقة أن الشركتان اليابانية ''جي جي سي'' والإنجليزية ''بيتروفاك'' قرّرتا ترحيل عمالهما الأجانب، ابتداءً من اليوم، كإجراءات أمنية لغاية تهدئة الوضع في المنطقة، مشيرة إلى أن ترحيل هؤلاء العمال سيتسبّب في توقيف أشغال توسيع أكبر مشروعي غاز في الجنوب، في كلّ من عين أمناس وعين صالح. كانت الشركة اليابانية ''جي جي سي'' قد استفادت من عقد بقيمة 213 مليون دولار، للرفع من قدرات الإنتاج من الغاز في المنطقة البترولية ''تيفنتورين''، فيما فازت شركة الخدمات البريطانية ''بيتروفاك'' من عقد بقيمة تجاوزت مليار دولار، لتطوير الحقول الغازية المتواجدة بجنوب الجزائر، في إطار مشروع ''عين صالح غاز''، مثل حقل حاسي مومن وغارات وعين صالح وغور محمود. وكانت سوناطراك قد سطّرت برنامج استثمار بقيمة 36 مليار دولار في الفترة الممتدة بين سنتي 2009 و2014، للرفع من صادراتها من الغاز. ولم تستبعد المصادر ذاتها أن تسارع الشركات البترولية الأخرى، المتواجدة في المواقع النفطية الموزّعة في الجنوب الجزائري، إلى اتّخاذ إجراءات مماثلة، لغاية تأكّدها من استتباب الأمن في المنطقة. على صعيد آخر، أكّدت المصادر ذاتها أنه من المتوقّع أن يتمّ توقيف عمليات الحفر في كلّ من مشروعي عين صالح وعين أمناس، في الوقت الذي توقّف، منذ أول أمس، المصنع المتواجد بعين أمناس عن الإنتاج، في الموقع الذي تمّ اقتحامه من قِبل الجماعة الإرهابية، والذي ينتج 25 مليون متر مكعب يوميا من الغاز. علما أن هذا الغاز يتمّ توجيهه، عبر حاسي الرمل، نحو التصدير إلى كلّ من إيطاليا وإسبانيا. وفي هذا الإطار، قالت المصادر ذاتها إن توقّف هذا المصنع عن الإنتاج سيكلّف سوناطراك خسائر لم يتمّ تقديرها بعد، حيث ستضطر الشركة الوطنية، لتعويض الكميات المنتجة من قِبل مصنع عين أمناس، إلى جلب الغاز من حقول أخرى، لضمان تزويد السوق الأوروبية والوفاء بالتزاماتها وعقودها المبرمة مع المستهلكين في منطقة الاتحاد الأوروبي.