تتّجه عيون عشّاق الساحرة المستديرة، غدا، نحو جنوب إفريقيا، التي تستعد لإعطاء إشارة انطلاق الدورة التاسعة والعشرين لكأس أمم إفريقيا غدا، بمشاركة 61 منتخبا، في ثاني مرة تنظّم فيه جنوب إفريقيا الحدث الكروي الهام، بعد 17 سنة كاملة. حظيت جنوب إفريقيا بشرف تنظيم أول دورة سنة 1996، عقب سقوط نظام ''الأبرتايد''، وعاد وقتها اللّقب ل''البافانا''، بأرضها وأمام جمهورها، في عهد الرئيس نيلسون مانديلا، وهو أول لقب، في نهائي أمام منتخب تونس. صراع العمالقة على التاج القاري في جنوب إفريقيا ينطلق غدا بمعطيات جديدة، تختلف عن دورة سنة 1996، ف''البافانا بافانا'' يختلف اليوم عن المنتخب السابق، والمرشّحون اليوم للتتويج بالكأس منتخبات سيطرت على الكرة القارية في العشر سنوات الأخيرة، على غرار غانا وكوت ديفوار، في غياب منتخبات كبيرة، مثل مصر والكاميرون، وبحضور منتخبات مثل جزر الرأس الأخضر والنيجر. موازين القوى في ''الكان'' مالت أكثر من مرّة، فبعد سيطرة ''الفراعنة'' ظلّت منتخبات مثل غانا وكوت ديفوار من أبرز المرشّحين للتتويج باللّقب، بدليل ترتيب ''الفيفا'' للمنتخبات، الذي يضع منتخبات كوت ديفوار وغانا والجزائر في القمّة ويعتبرهم أفضل المنتخبات الإفريقية، ما يجعل من هذه الدورة قمّة في الإثارة، على غرار مختلف الدورات السابقة، حيث أصبحت الكرة السمراء تسحر كل المتابعين لها من مختلف الأقطار. المجموعة الثانية: غانا - مالي -النيجر - الكونغو الديمقراطية غانا ومالي في أفضل رواق لضمان تأشيرة التأهل عن المجموعة الثانية، فإن المنتخب الغاني يبقى هدفه في دورة جنوب إفريقيا ليس اقتطاع تأشيرة التأهّل إلى الدور ربع النهائي وإنما الفوز باللقب الخامس في رصيده، حيث أكّد المدرّب جيمس أبياه أن طموح أشباله، المحترفين في مختلف الدوريات الأوروبية، هو الصعود إلى منصّة التتويج والفوز باللقب القاري الغالي، مادام أن جميع الإمكانات متوفّرة لتحقيق هذا الهدف، مضيفا أن التحضيرات جرت في ظروف جيدة وميّزها التفاؤل الكبير وسط لاعبيه الشبان الراغبين في رفع الراية الغانية عاليا في سماء العاصمة جوهانسبورغ. ومن أهم الملاحظات على منتخب براع.خزيل إفريقيا هو معاناة الجناح المتألّق في نادي مرسيليا الفرنسي، أندري أيوا، من الإصابة، وهو ما كاد يعرّضه لحذف اسمه من القائمة النهائية لمنتخب بلاده في الدورة. وسيدخل المنتخب المالي المنافسة الإفريقية في ظلّ غياب أبرز لاعبيه المعروفين عالميا، في صورة مهاجم نادي إشبيلية الإسباني، كانوتي، ولاعب البارصا سابقا، توري، بسبب اعتزالهما اللعب الدولي. لكن هذا لا يمنع من التأكيد على أن مالي، التي تعيش أزمة سياسية أمنية في الوقت الحالي، سيكون هدفها الذهاب بعيدا، مثلما فعلت في الدورة الماضية، عندما نجحت في اقتناص المرتبة الثالثة، وهذا يعود لامتلاكها لاعبين جيدين، في صورة محمد سيسوكو، لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، ومهاجم بوردو الفرنسي أيضا، شيخ ديايبتيه. ويهدف منتخب النيجر، في ثاني مشاركة متتالية له، إلى التألّق والصمود أمام المنتخبين القويين، غانا ومالي، لضمان تأشيرة التأهّل إلى الدور القادم، حيث لا يضمّ هذا المنتخب سوى لاعبين فقط ينشطان في الدوريات الأوروبية، وهما ويليام نغونو في نادي بونكفلو السويدي وموتاري أمادو في لومان الفرنسي، أما بقية اللاعبين فينشطون في البطولة المحلية أو دوريات إفريقية. وسيحاول منتخب النيجر مخادعة المنتخبات الثلاثة في المجموعة، لأنه يعدّ، بالنسبة لهم، منافسا ''مجهولا''، لأن غانا ومالي والكونغو الديمقراطية لم يسبق لهم مواجهته، سواء في كأس أمم إفريقيا أو بشكل عام. وبدوره، فإن منتخب الكونغو الديمقراطية سيدخل المنافسة بمعنويات ''مهزوزة''، بعد الصعوبات الكبيرة التي عاشها أثناء تحضيراته في الدولة الخليجية عُمان، بعد تهديد اللاعبين بمقاطعة دورة جنوب إفريقيا، بسبب عدم وصولهم مع فيدرالية بلادهم لاتّفاق حول المنح المالية التي سينالونها في حال اقتطاعهم لتأشيرة التأهل إلى الأدوار المتقدّمة. ودافع مدرّب الكونغو، الفرنسي لوروا، عن أشباله من خلال إشارته إلى أنهم فضّلوا المشاركة مع منتخب عوض البقاء مع أنديتهم الأوروبية، ما يكلّفهم تضييع أماكنهم الأساسية عند نهاية الدورة. لتبقى الاختلافات ''المالية'' بين اللاعبين والفيدراليات هي سيدة الموقف في كثير من المنتخبات الإفريقية. رغم التطوّر الكبير لهذه اللعبة في القارة الإفريقية.