سلطاني مع تجريد الأفالان من تسميته الموروثة عن الثورة أعلنت أحزاب سياسية جزائرية، أمس، عن تأسيس ائتلاف للدفاع عن السيادة والذاكرة، لمواجهة ما أسمته الانهيارات والتنازلات السياسية من قبل السلطة لصالح القوة الاستعمارية السابقة، ولتحقيق التغيير السياسي في الجزائر. كما تعهدت ببعث مقترح تجريم الاستعمار في المجلس الشعبي الوطني. يضم الائتلاف عشرة أحزاب إسلامية ووطنية هي حمس، النهضة، الإصلاح، الجبهة الوطنية، الفجر الجديد، حركة الوطنيين الأحرار، العدالة والبناء، حزب الشباب الديمقراطي للمواطنة، الحزب الوطني التقدمي، التجمع الوطني الجمهوري، على أن تتوسع العضوية فيه إلى أحزاب وشخصيات أخرى، حسبما ذكره المنظمون، أمس، في فندق الرياض غربي العاصمة، حيث نظم المؤتمر التأسيسي للائتلاف الجديد الذي أطلق على نفسه تسمية المجموعة الوطنية. وحضر اللقاء رؤساء أحزاب الانفتاح والحزب الوطني للتضامن والتنمية والجبهة الوطنية الجزائرية، ومنبر الوطنيين الأحرار وممثلون عن عهد .54 وأكدت الأحزاب، في بيان لها، أن الواجب الوطني يملي عليها ''اتخاذ موقف واضح وصريح إزاء المخاطر التي تتعرض لها الجزائر، نتيجة الوضع السياسي الهش الذي لم يعد قادرا على حماية المكتسبات الوطنية والدفاع عن مصالح الجزائريين ولا بناء منظومة سياسية تقوم على أساس احترام القانون وضمان التعددية السياسية والاجتماعية، والسعي إلى ديمقراطية حقيقية تستجيب لإرادة الشعب''. وحمل البيان ملامح برنامج سياسي، لا يتوقف مثلما هو معلن في قضية الذاكرة والسيادة، بل يمتد إلى مشروع بديل للسلطة. وسجلت في هذا السياق ''أن مرحلة جديدة من الوعي السياسي قد بدأت بوادرها تلوح في الأفق بأشكال مختلفة، مؤكدة حتمية التغيير وإصلاح مؤسسات الدولة والعودة إلى الشرعية الشعبية بشكل نهائي''. وبررت مطلبها بأن السبيل الذي أصبح يتبناه النظام السياسي الحالي قاد مؤسسات الدولة إلى الإفلاس، وارتهن الشعب الجزائري ووضع البلاد في مؤخرة البلدان المتطلعة للنمو والازدهار''. وسجلوا أيضا أن هذا النظام كشف عن ''عجزه وافتقاده للمبادرة السياسية نتيجة ثقل وعيه بالأحداث الجارية حوله. وأعلنت الأحزاب المبادرة عن وثيقة إطار تقوم على 10 مبادئ، تؤكد على استقلال الجزائر عن فرنسا، وأنها ليست محمية لها، وأن المجموعة لا تحمل حقدا للشعب الفرنسي. وستوقع الوثيقة لاحقا للسماح لأحزاب وشخصيات أخرى بالالتحاق بها. كما أعلن بمناسبة اللقاء إعادة تقديم مقترح قانون تجريم الاستعمار الذي رفضته الحكومة ووضع في أرشيف مكتب المجلس الشعبي الوطني في العهدة السابقة. وتضم في قلب هذه المطالب، رغم زحزحتها إلى المرتبة الأخيرة، نزع شعار جبهة التحرير باعتباره إرثا مشتركا لكل الجزائريين. وأثار الطلب حفيظة بعض الوجوه الأفالانية التي تنقلت إلى عين المكان، واستغرب الصادق بوقطاية، عضو اللجنة المركزية، مطالبة أحزاب سياسية منافسة بحرمان حزب جبهة التحرير من الوجود، موضحا أن الحزب يحوز على ثقة الجزائريين. ودخل بوقطاية في ملاسنة مع لخضر بن سعيد الذي ينشط منذ سنوات لنزع شعار الأفالان. وأشار أبو جرة سلطاني، الذي تحالف مع قيادة جبهة التحرير والتجمع الوطني الديمقراطي في إطار التحالف الرئاسي قبل انسحابه منذ سنة، إلى أهمية تجريد شريكه السابق من تسميته الموروثة من الثورة.