كشفت مصادر موثوقة من وزارة الصحة عن حصول هذه الأخيرة على ملفات ثقيلة تخص كميات هامة من المستلزمات الطبية منتهية الصلاحية ''موجودة حتى الآن بالمركز الاستشفائي الجامعي الدكتور عبد القادر حساني بسيدي بلعباس'' تم اقتناؤها بدءا من سنة 2005 بأكثر من ملياري سنتيم على دفعات من أحد المخابر الخاصة. وعلمت ''الخبر'' أن المستلزمات الطبية المعنية تم الحصول عليها من قبل مصلحة الكسور وتقويم الإعوجاج سنة 2005 على دفعتين، بإلحاح من رئيس المصلحة بالنيابة خلال تلك الفترة، والذي استفاد حسب مصادر مؤكدة من سفرية إلى ولاية ميامي بالولايات المتحدةالأمريكية، مقابل استفادة أستاذ مساعد وطبيب آخر من تربصات بإسبانيا لأجل الإطلاع على طريقة استعمال تلك المستلزمات الطبية المتمثلة في وحدات اصطناعية تستعمل في علاج كسور العظام. ويبقى الغريب وسط كل هذا هو عدم تحرك الوزارة الوصية للبت في القضية وتحديد المسؤوليات، باعتبار أن لها علاقة مباشرة بتبديد المال العام، خاصة بعد أن تم التأكد من لجوء مسؤولي مصلحة الكسور وتقويم الإعوجاج خلال فترة 2005 إلى المطالبة بالمزيد من ذلك النوع من المستلزمات دون نفاد الدفعة الأولية منها والتي تم الحصول عليها من نفس الممون. وكان المدير السابق للمركز الاستشفائي الجامعي لسيدي بلعباس الذي حول منذ حوالي سنة في نفس المهام على مستوى مركز البليدة، قد قام خلال تواجده بسيدي بلعباس بتوجيه مراسلة رسمية إلى الوزارة الوصية لإطلاعها على القضية ودفعها إلى اتخاذ التدابير والإجراءات القانونية اللازمة ضد المتسببين في الوضعية ''مستدلا في ذلك بالعديد من المشاكل التي تسبب فيها رئيس المصلحة المعنية، خلال فترة 2005 بمعية عدد من مقربيه من الأطباء'' حسب مصادرنا. إلا أن ذلك لم يكن كافيا لكشف النقاب عما تم الوقوف عليه بمصلحة الكسور وتقويم الاعوجاج، في انتظار أن يفصل الوزير الحالي عبد العزيز زياري فيما عجز عنه سابقوه. وكانت العديد من المراكز الاستشفائية الجامعية الوطنية قد رفضت مقترح الاستفادة من المستلزمات الطبية المعنية المتواجدة بسيدي بلعباس قبل نهاية مدة صلاحيتها ''تحت غطاء عدم حاجتها إليها''. وهو ما ترك أكثر من علامة استفهام حول الأسباب الحقيقية الكامنة وراء مطالبة رئيس المصلحة بالنيابة خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 2005 وجويلية 2008، بجلب 150 وحدة اصطناعية إضافية من النوعين (انتهت هي الأخرى مدة صلاحيتها مع مرور الزمن) إلى مصلحة الكسور وتقويم الإعوجاج بمستشفى سيدي بلعباس، وذلك بالرغم من تواجد أكثر من 110 وحدة اصطناعية خاصة بجراحة الركبة، لم تستعمل بالكامل.