انهارت، صباح أمس، بناية بمدخل المدينة القديمة بقسنطينة كانت معدة للترميم منذ أزيد من 3 سنوات، إلا أن الجهات المعنية لا تزال في انتظار فصل وزارة الثقافة في الأمر، خاصة أنها تحوز على ملف الدراسة الخاصة بالمدينة القديمة منذ أكتوبر الماضي، علما أن هذه الأخيرة هي ثاني تجربة نموذجية في مجال الترميم على المستوى الوطني. ذكر سكان المدينة القديمة أن انهيار هذه البناية قبل بلوغ حركة المواطنين ذروتها منع وقوع كارثة، معبرين عن تخوفهم من انهيار باقي البنايات، خاصة أن العوامل الطبيعية والجوية غير ملائمة هذه الأيام، والتي تزيد من وتيرة التصدعات والانهيارات. وأكدت مصادر من بلدية قسنطينة أن البناية المذكورة تدخل ضمن مجموعة من البنايات مبرمجة للترميم منذ عهدة الوالي السابق بوضياف، وأن هناك مخططا استعجاليا لحماية المدينة القديمة، برمج منذ أزيد من سنتين، إلا أنه لم ينطلق بعد رغم ''استعجاليته''. وقد صرح مدير الثقافة، السيد فوغالي، ل''الخبر''، أن الإشكال يكمن في تخلي المؤسسة القائمة بترميم المنزل رقم ''''1 عن متابعة الترميم لعدم قانونية وثائقها، معتبرا الأمر من مخلفات السنوات الماضية، حيث أكد أن المصالح المعنية بالتراث في مديرية الثقافة قامت بالإعلان عن مناقصة لإيجاد مؤسسة أخرى لمتابعة الترميم. كما أضاف أن فرقا من البلدية باشرت العمل لإزالة ما تساقط من ردوم وفتح الممر أمام حركة المواطنين. وقال ذات المتحدث إن الشطر الثالث من الدراسة الخاصة بترميم المدينة القديمة لقسنطينة، التي تتربع على 85 هكتارا، صودق عليه من طرف المجلس الولائي في أكتوبر ,2012 وتم إرسال الملف كاملا لوزارة الثقافة للبت في الأمر. كما أكدت مصادر بلدية ل''الخبر'' أن المركز الثقافي بن باديس، المتواجد بوسط بلدية قسنطينة، مهدد بالانهيار والسقوط، بسبب التشققات الناجمة عن الانزلاق بالطريق الواقع خلف حديقة بن ناصر، مكان تواجد محطة شيتور لسيارات الأجرة، والجدار الحجري المحاذي لوحدة الحماية المدنية ''سيدي راشد''. وذكرت نفس المصادر أن البلدية اتخذت إجراءات وقائية أولية بالغلق النهائي للطريق أمام حركة مرور السيارات منذ أول أمس، بعد أن صنفت المنطقة ضمن خانة الترميم الاستعجالي جدا، وهذا قبل بداية فصل الربيع، تخوفا من جفاف اللبنات الحجرية الكبيرة المشكلة للجدار من المياه، حيث ستجد من خلالها مساحة للخروج وبالتالي الانهيار المتسلسل إلى غاية أساسات المركز الثقافي المذكور، وسقوطها على المارة والسيارات.