قت التقارير الاخيرة التي اعدتها مصالح الحماية المدنية ودواوين التسيير العقاري بولاية وهران ناقوس الخطر بشأن التخوف من انعكاسات التقلبات الجوية التي سترفع حجم الانهيارات· احصى اعوان الحماية المدنية بولاية وهران خلال الست سنوات الاخيرة 800 عمارة آيلة للسقوط ببلدية وهران لوحدها دون احتساب البنايات المنتشرة عبر تراب البلديات الأخرى، بدليل تسجيل ذات المصالح 87 انهيارا في الفترة الممتدة بين بداية السنة 2007 ونهايتها والتي ادت الى اصابة 20 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة ووفاة ما لا يقل عن 7 اشخاص· ورغم خطورة الوضع واتساع دائرة تأزم العقار القديم في أربع مدن كبيرة على رأسها وهران، إلا أن اللجان المحلية بالولايات المتضررة لم تسرع في احصاء وتصنيف بناياتها القديمة من اجل تحديد نوعية التدخل الذي سيمس هذه البنايات من حيث الترميم وإعادة التهيئة واللجوء الى قرار الهدم النهائي بالنظر إلى الخطورة التي تشكلها حسب ما تتطلبه دراسة الخبرة المتعلقة بفحص وضعية البناءات القديمة· وحسب خبراء في قطاع السكن والهندسة المعمارية، فإن تأخر وزارة السكن والعمران في الإعلان عن نتائج دراسة الخبرة المتعلقة بفحص وضعية البناءات القديمة بولاية وهران على غرار العاصمة وعنابة وقسنطينة، وكذا تأخر مصادقة المجلس الشعبي الوطني على مرسوم إنشاء الوكالة الوطنية لترميم البناءات القديمة، تسببت في ارتفاع الانهيارات التي تهدد حياة أكثر من 80 ألف مواطن بالولايات المذكورة· وقد اوضحت ذات المصادر ان تأخر اعداد هذه الدراسة من طرف اللجان المحلية لمديريات السكن والتعمير رهن انقاذ الحظيرة العقارية القديمة، خاصة إذا علمنا ان الاجتماع الوزاري الاخير خلص الى مطالبة اللجان المعنية بجمع كل المعلومات الخاصة بتاريخ انجاز البناءات المتضررة وعمليات الترميم والتهيئة اللتين خضعت لهما في السنوات الماضية من اجل اعداد بطاقة ولائية من شأنها ان تسهّل على وزارة السكن برمجة مشاريع استعجالية لإنقاذ البنايات من الانهيار، لاسيما ان عددا كبيرا منها يدخل في إطار التراث العمراني القديم· وحسب نفس الخبراء، فإن 30 بالمائة من بنايات وهران توشك على الانهيار، أغلبها بالنسيج الحضري القديم بسيدي الهواري، بلانتير، الحمري والمدينةالجديدة وحتى وسط المدينة، حيث اخذت ظاهرة الانهيارات بوهران ابعادا خطيرة وأصبحت تترصد آلاف المواطنين القابعين وسط أبنية وعمارات بلغت درجات متقدمة من الاهتراء وهوما يتطلب التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه تفاديا لتكرار المأساة كتلك التي افجعت سكان وهران وكان حي الحمري العتيق مسرحًا لها·