وقع رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، ورئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، على ميثاق الوحدة الذي يقضي بعودة مجموعة جبهة التغيير إلى الحركة، بعد نجاح لجنة الصلح في التوفيق بينهما عشية المؤتمر الخامس للحركة المقرر في الفاتح ماي المقبل. جرت مراسم التوقيع على ''الوحدة بين أبناء مدرسة الشيخ الراحل محفوظ نحناح''، كما أطلق عليها، الليلة ما قبل الماضية بالعاصمة ببيت الحاج عزيَز، أحد قيادات حمس. ونصت وثيقة مبادئ مشتركة بين الطرفين على ''إدراك من الجميع لحاجة الأمة إلى جمع قدراتها وتوحيد جهودها بما تمليه الواجبات الشرعية والضرورات الواقعية، ومن أجل توفير أجواء أكثر راحة لخدمة الدعوة الإسلامية والقيام الأمثل بالواجب الوطني، واستكمالا لبناء الأمة وتجاوبا مع آمال المناضلين، وتفاعلا مع مبادرات العلماء والدعاة والشخصيات لجمع الصف وتوحيد الحركة''. ونص الميثاق على ''تحقيق الوحدة والشروع في إنفاذها على أساس المنهج ومنظومة القيم والانتصار للفكرة، خدمة للمشروع الأوسع ولمصلحة الدين والشعب والوطن، والتزام الشورى والتوافق في كل القرارات المحققة للوحدة، وتأسيس لجنة من الطرفين لتجسيد هذه المبادئ العامة بمساهمة أصحاب المبادرة، توكل إليها مناقشة كل التفاصيل لتحقيق الوحدة الكاملة''، بما فيها كيفيات مشاركة إطارات التغيير في المؤتمر الخامس للحركة المقرر في الفاتح ماي المقبل، واندماجهم في الهياكل المحلية والمركزية للحركة''. وتسرب من لقاء الوحدة، الذي سعت إلى إنجازه لجنة صلح برئاسة عبد الحميد مداود، أحد القيادات المؤسسة لحركة حمس، أنه كان لقاء إيجابيا وتم خلاله الاتفاق على فتح صفحة جديدة دون اشتراطات، وإبقاء كل الخيارات الإيجابية مفتوحة. ودام اللقاء الذي حضره 19 من القيادات حوالي ساعتين. وذكر مصدر مسؤول في الحركة أن ''الوحدة كانت ثمرة اللقاء الأخير بين سلطاني ومناصرة، والذي تم في أنقرة (تركيا ) على هامش ملتقى حزب السعادة التركي في ذكرى وفاة الزعيم التركي نجم الدين أربكان. وهو اللقاء الذي ساهم فيه بشكل كبير عالم الدين الموريتاني، محمد الحسن ولد ددو. وأبدى رئيس حمس، أبو جرة سلطاني، مرونة وتنازلات كبيرة لتحقيق مشروع الوحدة. وقال عضو المكتب الوطني بحمس، فاروق طيفور، ل''الخبر''، إن ''وثيقة المبادئ العامة الموقع عليها هي أرضية لحوار مستمر بين الطرفين، تم التوصل إليها بمساهمة لجنة الصلح التي يمثلها الأستاذ مداود والحاج عزيز''، مشيرا إلى أن ''التفاصيل وكيفيات تنفيذ الوحدة أوكلت إلى لجنة مشتركة بين الطرفين، تعمل على توفير الأجواء النفسية والعملية، مركزيا ومحليا، لتنفيذ الوحدة''. واعتبر طيفور أن ''المؤتمر الخامس سيكون فرصة لتكرس الوحدة، لأننا مقتنعون بأن استراتيجية التفكيك للأحزاب الإسلامية سوف لن يكتب لها النجاح، وإذا كان للفرقة ضريبة وقد دفعناها، فإن للوحدة ضريبة أيضا''. وفي نفس السياق، وجه أبو جرة سلطاني وعبد المجيد مناصرة رسالة مشتركة، أول أمس، إلى رئيس حركة البناء، مصطفى بلمهدي، لدعوته إلى دعم مسعى الوحدة. وجاء في الرسالة: ''لقد استجبنا لمبادرة الوساطة لتحقيق إعادة وحدة الجماعة على المنهج، والتقينا مع ثلة من الإخوة وانتظرنا أن تكون أنت أخونا الكبير معنا، ترعى وتبارك هذا اللقاء التاريخي في إبرام الوحدة بين كل المقتنعين بها، وبالخصوص الإخوة القياديون الممثلون لحركة مجتمع السلم وجبهة التغيير، حيث تآلفت القلوب وتوافقت على أن تكون الوحدة على المنهج وعلى المبادئ''. ودعت الرسالة مصطفى بلمهدي إلى تحمل مسؤوليته الأخلاقية والتاريخية في اللحاق بالوحدة: ''وبما أن مسؤوليتكم مع بعض إخوانكم الذين بادروا بالوساطة بعد الاتصال بكم قبل لقائنا، تهدف أساسا إلى العمل لإعادة وحدة الجماعة على المنهج، فقد وفقنا الله إلى ذلك والحمد لله، ومرة أخرى ندعوكم لدعم مسار هذه الوحدة المباركة التي انتهى بموجبها الخلاف وحل مكانه الائتلاف والاجتماع على الراية التي جمعنا عليها الشيخ المؤسس محفوظ نحناح رحمه الله''. وأعلن سلطاني ومناصرة ''إننا مستعدون وماضون في هذه الوحدة، كما أمرنا شرعا وأخلاقا ودعوة وحركة، فحدد لنا موعدا معك خلال الأسبوع القادم ليكتمل جمعنا ويتوحد صفنا وتتحقق قوة أخوتنا ورابطتنا المرجوة''.