سلطاني الى جانب غريمه مناصرة أطلق عدد من قيادات حركة مجتمع السلم ورموزها مبادرة جديدة لرأب الصدع داخل الحزب عقب الهزة العنيفة التي زعزعت أركانه منذ ما قبل المؤتمر الاخير، ويقود هذه المبادرة التي تحصلت الشروق اليومي على نسخة منها الداعية العيد محجوبي وأحد شيوخ الزوايا بأدرار وهو الشيخ عبد الكريم وثلاثة من كبار مؤسسي الحركة عبد الهادي سايح ومصطفى بلمهدي وأحمد حمادوش، والقيادية السابقة في الحزب الدكتورة هالة حساني وبعض القياديين من الرعيل الاول لحمس. * وجاءت لائحة النصح عقب جلسة صلح حاول أصحاب المبادرة عقدها في البيت القديم للراحل محفوظ نحناح بالبليدة عشية شهر رمضان المعظم، وهي الدعوة التي وجهت حسب أصحاب المبادرة الى الطرفين، الا أن رئيس الحركة أبو جرة سلطاني والقيادات الموالية له رفضوا الحضور رغم قبولهم بمبدإ الحوار والصلح، بينما استجاب للدعوة عبد المجيد مناصرة وأغلب الرموز والمؤسسين وأعطى موافقته -حسب أصحاب المبادرة- على السياق العام لوثيقة الصلح التي تعهد أصحابها بأنهم لا يتطلعون الى أي مصلحة خاصة أو مناصب أو مكاسب شخصية وأن هدفهم الوحيد هو لم شم الحركة وإعادة لحمتها وبعث هيبتها من جديد. * وقد حضر اللقاء ببيت نحناح عشرات المناضلين والاطارات الذين كانوا يتطلعون لرؤية سلطاني ومناصرة جالسين على طاولة واحدة لبحث الازمة الخطيرة التي تهدد كيان حمس، وكان من بين الحضور عبد الحميد مداود والشيخ محمد مكركب، الا ان أصحاب المبادرة وجدوا أنفسهم يخاطبون جماعة مناصرة فقط بسبب غياب جماعة أبو جرة الذي يكون قد فضل الانشغال أكثر بمعركة تجديد هياكل الحركة قبل الجلوس الى أي مبادرة صلح! * * مبادرة رفقاء العيد محجوبي أشارت الى أن هدفها الاساسي هو إسداء النصح لرئيس الحركة ولكل الاطراف المعنية ودفع الاطراف المختلفة الى الالتزام بالجماعة وقراراتها * وكان أصحاب المبادرة قد عقدوا جلسة الصلح عشية رمضان المعظم وعشية انتهاء المهلة التي حددتها وثيقة لندن للصلح بين الطرفين التي أشرف عليها عدد من قيادات ورموز الاخوان المسلمين، وقد أمرت الوثيقة بلجنة مشتركة تشرف على تجديد هياكل الحزب وطلبت من جماعة مناصرة الاعتراف بشرعية أبو جرة سلطاني كرئيس للحركة. كما طلبت من سلطاني الاستقالة من الحكومة كما وعد بذلك مناضليه ونصحت طرفي الصراع بالوصول الى حلول توفيقية لتسيير مؤسسات الحركة، الا ان شيئا من ذلك لم يتم بسبب فشل كل محاولات الصلح بين الطرفين، واذا كان سلطاني يبدو متفائلا بحصاد تجديد الهياكل بالنظر الى كونها ستعزز قوته داخل مجلس الشورى، فإن رفقاء مناصرة يؤكدون أن العملية افتقدت الى الشرعية منذ بدايتها بسبب تجاوز بعض الهياكل القيادية المحلية وعدم احترام النصاب المطلوب.