من آفات اللِّسان الكلام فيما لا يعني، لقول رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، في الحديث الّذي أخرجه الإمام النووي في الأربعين: ''من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه''. الخوض في الباطل، وهو الكلام في المعاصي، كذِكر مجالس الخمر ومقامات الفساق. وأنواع الباطل كثيرة. فعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنّ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''إنّ العبد لا يتكلّم بالكلمة يزل بها في النّار أبعد ممّا بين المشرق والمغرب''. وقريب من ذلك الجدال والمراء، وهو كثرة الملاحاة للشخص لبيان غلطه وإفحامه استكبارا بالنّفس وافتخارًا. فينبغي للمؤمن أن ينكر المنكر من القول ويبيّن الصّواب، فإن قبل منه فنعمت وإلاّ ترك المراء والجدال. وأما إذا كان الأمر يتعلّق بأمور الدّنيا، فلا وجه للمجادلة فيه البتة. التقعّر في الكلام، وذلك يكون بالتشدّق وتكلّف السجع. فعن أبي ثعلبة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ أبغضكم إليّ وأبعدكم منّي يوم القيامة مساويكم أخلاقًا الثرثارون المتشدّقون المتفيهقون''. الفحش والسبّ والبذاء، فإنّه مذموم منهي عنه، ومصدره الخبث واللؤم. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إيّاكم والفحش فإن الله لا يحبّ الفحش ولا التفحش''. وقال أيضًا في حديث أخرجه ابن أبي الدنيا وأبو نعيم: ''الجنّة حرام على كلّ فاحش''. وفي حديث آخر: ''ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ''.