وضعت جسور قسنطينة والمخاطر المحدقة بها على طاولة النقاش، أمس، خلال اليوم العلمي حول الأبعاد الاجتماعية الثقافية والتاريخية لجسور قسنطينة السبعة، يضاف إليها الجسر العملاق المتواجد قيد الإنجاز. شكل هذا اليوم العلمي المنعقد بجامعة قسنطينة واحد بحضور مختصين من إيطاليا، البرازيل وأساتذة جامعيين، نقطة هامة لتحديد المخاطر المحدقة بجسور قسنطينة وكيفية الحفاظ على هذا الموروث الحضاري الذي يعود تاريخ إنجاز بعضها للقرون الوسطى، على أساس أن المواد المستخدمة في بناء الجسور مواد حية تتعرض للتغيرات المستمرة والعوامل الطبيعية، على حد قول مدير مؤسسة سابتا. ولم يخف الأستاذ بولحليب محمد الصالح، رئيس قسم هندسة النقل في جامعة قسنطينة، تخوفه من تدهور بعض الجسور على غرار جسر سيدي راشد الحجري الذي يعد أعلى وأضخم جسر حجري في العالم، حيث قام بتصميمه المهندس الفرنسي ''أوبين أيرو'' لتبدأ حركة المرور به سنة 1912، ومنذ ذلك الحين وحركة المرور تتزايد باتساع حظيرة السيارات في المدينة، ما جعله يتحمل فوق طاقته ويصل حد التآكل رغم أنه يعتلي27 قوسا، يبلغ قطر أكبرها 70م، ويقدر علوه ب105م، طوله 447م وعرضه 12م. المتحدث أكد ''إننا ماضون نحو إجراءات ردعية لا محالة في مدة أقصاها 5 سنوات لتطبيق إجراءات مدنية جديدة تسمح بالحفاظ على مثل هذه المعالم كنظام الدفع لدى عبور أي جسر، نظام العمل بلوحات ترقيم السيارات الفردي والزوجي يوما بيوم، كما هو معمول به في لندن''، إلى جانب تطوير سياسة السير بخلق دوريات للنقل المجاني من مداخل المدينة لحث المواطنين على التخلي عن استعمال سياراتهم داخلها. من جهة أخرى أكد السيد نلسون جاك، مسؤول الأشغال بشركة ''أندراد''، القائمة على إنجاز الجسر العملاق، أن الأشغال به تتقدم ب14 مترا كل أسبوع، وأنه تم لحد الآن إنجاز 161 متر من أصل 756، على أن يسلم المشروع بعد عام من الآن. وقد تحدث ذات المسؤول عن مشاكل الانزلاقات بالمنطقة التي اضطرت فريقه للحفر المعمق من أجل استعمال تقنيات متطورة بغية تجنب أي طوارئ تمس الجسر مستقبلا.