أثار التصريح الذي أدلى به وزير الصحة أول أمس بتيبازة، غضب نقابات الصحة، حيث وصفته ب''التحريضي'' لتعفين الوضع أكثر. مؤكدة أن الوزير ''يصب الزيت على النار''، عوض الدعوة لتغليب لغة الحوار والتهدئة، ودعت النقابات الأولى إلى التدخل قبل انفلات الوضع. أعرب الناطق الرسمي لتنسيقية نقابات مهنيي الصحة ورئيس نقابة النفسانيين، خالد كداد، عن أسفه الشديد لتصريحات الوزير زياري. وأكد في تصريح ل''الخبر'' أن النقابات كانت تنتظر دعوة الوزير للتهدئة فإذا به يصب الزيت على النار بعد أمر بالخصم من أجور المضربين وإقالتهم وإعلانه عن عدم تعديل القوانين الأساسية متحديا بذلك''، يضيف كداد ''كل التعليمات التي أصدرها الوزير الأول لصالح مهنيي الصحة''. وفي هذا أشار كداد إلى الاجتماع الذي عقدوه مع الوزير زياري يوم 12 أفريل الماضي، أين أخبرهم بتعليمة عبد المالك سلال والقاضية بالاستجابة لمطالب النقابات بما في ذلك مراجعة القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية، إلا أن ما حدث جاء منافيا لما جاء في هذا اللقاء بل وتعداه، يقول كداد، من خلال استعمال لغة التهديد والوعيد'' فالوزير داس على القانون، فمسألة الخصم من الأجور يفترض أنها تخضع للتفاوض''، إلا أن الوزير، يضيف المتحدث، اختزل كل الطرق السلمية ولجأ إلى العدالة لإبطال إضرابهم، على الرغم من أنهم لم يستلموا لحد الآن قرار عدم شرعية الإضراب. في المقابل اعتبر كداد إمكانية تطابق موقف الحكومة مع موقف الوزير أمر في غاية الخطورة، ومن شأنه تأجيج الوضع أكثر واعتبر ما يمر به قطاع الصحة وضع غير مسبوق بسبب ما أسماه ب''الحفرة'' و''التمييز'' في إشارة منه لقطاع التربية الذي تم تعديل القانون الأساسي والنظام التعويضي مرتين، في حين حرموا من ذلك رغم أنهم كانوا سباقين لإيداع مشروع التعديل لدى الوظيف العمومي، معلنا استمرار احتجاجهم، حيث سيدخلون في إضراب ثلاثة أيام هذا الأسبوع بداية من الاثنين يختتم باعتصام أمام الوزارة يوم الأربعاء. من جهته، وصف رئيس نقابة الممارسين الأخصائيين في الصحة، الدكتور محمد يوسفي تصريحات الوزير زياري بالاستفزازية''. وقال أن موقفه تغيّر 180 درجة مقارنة بما صرح به عند تنصيبه على رأس الوزارة، ''فهو الذي أعلمنا بتعليمات الوزير الأول بتسوية مطالبهم ليطل علينا بلغة وعيد وتهديد غير مسبوقة''. وحذّر يوسفي من تداعيات ذلك وطالب الوزير الأول بالإسراع في التدخل قبل تعفن الأوضاع.