إن كان الرّجل أجنبيًّا عن المرأة فيحرم أن ينظر إليها نظرة إعجاب واشتهاء، أو أن يكون بينهما كلام فيه لين وخضوع وغزل، لأنّ الكلام والنّظر طريقان للوقوع في الفاحشة، وقد جاء النّهي عن ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: {قُل للمؤمنين يَغُضّوا من أبصارهم ويَحفَظوا فروجَهُم ذلك أزكى لهم إنّ اللّه خبيرٌ بما يصنعون}، فغضّ البصر سبب في حفظ الفرج والعكس صحيح، وفي قوله سبحانه: {فلا تَخْضَعْنَ بالقول فيَطمَع الّذي في قلبه مرضٌ وقُلنَ قولاً معروفًا}. فالكلام بين الرّجل والمرأة الأجنبية يجب أن يكون كلامًا عاديًّا واضحًا، ويجب أن تكون المرأة لابسة لباسًا ساترًا لجسدها ومحاسنها غير مبدية لزينتها، قال تعالى: {ولا تبرَّجْنَ تبرُّج الجاهلية الأولى}، وقال جلّ جلاله: {وقُل للمؤمنات يغضُضنَ من أبصارهنّ ويحفظنَ فروجَهنّ ولا يُبدين زينَتَهنّ إلاّ ما ظَهر منها}. فالعلاقات بين الرّجال والنّساء الأجنبيات بحجّة إنشاء الحبّ، الّذي سيكون سببًا في نجاح الزّواج فيما بعد بزعمهم: علاقات محرّمة للأدلّة السّابقة، والواقع أثبت أنّ تلك الزّيجات فاشلة، وأنّ الحبّ الحقيقي هو الّذي يَنشأ بعد الزّواج، حين يجرِّب كلّ طرفٍ قرينَه فيجده وفيًا صابرًا صادقًا، قال اللّه تعالى: {ومِن آياتِه أن خلَق لكم من أنفُسِكم أزواجًا لتسكُنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة}. وعلى الأولياء أن يُراقبوا أولادهم، ذكورًا وإناثًا، وأن يحرصوا على تعليمهم أحكام دينهم، وتربيتهم على الأخلاق الفاضلة كالحشمة والحياء والعِفّة، قال تعالى: {يا أيُّها الّذين آمنوا قُوا أنفُسَكم وأهليكُم نارًا}، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ''كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيّته''. واللّه الموفّق.