أثار امتحان مادة الفلسفة بشرق البلاد حالة استنفار قصوى لدى مصالح الحماية المدنية، بعد تسجيل عشرات حالات الإغماء، إضافة إلى مقاطعة العشرات من الممتحنين المادة. وأرجع مختصون السبب في خطأ وقعت فيه الوزارة أثناء صياغة الأسئلة، والتي جاءت مركبة وفق الطريقة الكلاسيكية، بعيدا عن الصياغة المألوفة التي تعوّد عليها الطلبة خلال الموسم الدراسي وفق منهجية الإصلاحات. تسببت ورقة الأسئلة المتعلقة بمادة الفلسفة، الموزعة أمس في ثالث أيام امتحانات شهادة البكالوريا في قسنطينة، في إحداث فوضى وهلع كبيرين وسط الممتحنين تخصص آداب وفلسفة الذين فور تلقيهم ورقة الأسئلة بمتقن محمد بوسحابة بحي سيدي مبروك السفلى، غادروا قاعات الامتحان أمام مرأى المؤطرين والحراس ومكثوا أكثر من 10 دقائق في الخارج، قبل العودة مرة أخرى للقاعات ومواصلة الإجابة، وذلك بعد تدخل مدير التربية الذي دخل في مناقشات مع الممتحنين، حسب ما أكده مصدر مسؤول بمديرية التربية، حيث أشار إلى أن موضوع الأسئلة الوارد في السنة الحالية، هو من نفس الدرس الذي اختيرت منه أسئلة البكالوريا السابقة، وهو الأمر الذي لم يتوقعه الممتحنون وساد جو من الخوف. من جهة أخرى كشفت مصادر مطلعة ل«الخبر" أن حالات عديدة من الارتباكات أصابت التلاميذ، أول أمس، أثناء اجتيازهم لمادة الرياضيات في بلديتي ديدوش مراد وحامة بوزيان، وهو الأمر نفسه الذي وقع اليوم في مؤسسات متفرقة بسبب مادة الفلسفة. وفي عنابة شهد مركز الامتحان عمر المختار بوادي القبة حالة فوضى وهلعا في صفوف ممتحني شعبة الآداب والفلسفة في ربع الساعة الأولى بعد توزيع أوراق امتحان مادة الفلسفة. كما شهدت الفترة الصباحية ليوم أمس ببرج بوعريريج حالات إغماء عديدة تم إسعاف بعضها في المراكز، ونقل البعض الآخر إلى المستشفى. وحسب الحماية المدنية، فقد تم إسعاف أربع طالبات تعرضت لحالة إغماء بكل من برج بوعريريج ورأس الوادي، في حين نقلت طالبة في حالة صدمة تسببت لها نزيفا في الأنف إلى المستشفى. وفي خنشلة فتحت مصالح مديرية التربية لولاية خنشلة وأمن الولاية تحقيقا بخصوص إشاعات وجود غش داخل مراكز الإجراء، وفي مداخلها، في الوقت الذي تم تسجيل 80 حالة إغماء بسبب صعوبة أسئلة مادة الفلسفة بالنسبة للأدبيين الذين خرج الكثير منهم مسلمين أوراقا بيضاء.