دعت فرنسا، أمس، المجموعات المسلحة في شمال مالي إلى “وقف القتال”، بعد نشوب مواجهات بين الجيش ومتمردي الحركة الوطنية لتحرير أزواد، والتي خلّفت مقتل 10 عناصر وأسر 28 آخرين من حركة أزواد، مقابل إصابة جنديين ماليين بجروح. وأكدت الخارجية الفرنسية دعمها “لجهود سلطات باماكو لإعادة فرض إدارتها للمنطقة”. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، فيليب لاليو، “لا يمكن ولا يجب أن يكون في مالي أكثر من جيش واحد مهمته الانتشار على كل أراضيها”. وأضاف أن “عملية إعادة الانتشار هذه يجب أن تجري بطريقة سلمية، لذلك ندعو المجموعات المسلحة إلى وقف القتال ومواصلة المحادثات مع السلطات المالية”. ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصادر عسكرية، أن مواجهات جرت، أمس، بين المتمردين التوارق في الحركة الوطنية لتحرير أزواد وجنود ماليين في منطقة أنفيس الواقعة جنوب مدينة كيدال شمال مالي، التي تسيطر عليها الحركة، ويريد الجيش المالي استعادتها. وقال الناطق باسم الجيش المالي، سليمان مايغا، إن “قواتنا خاضت مواجهات في منطقة أنفيس ضد عصابات مسلحين تكبّدوا خسائر كبيرة في الآليات والرجال”. من جانبه، ذكر محمدو جيري مايغا، نائب رئيس حركة أزواد، إن “الجيش المالي هاجم مواقعنا في أنفيس وقرر تسوية الوضع بالحرب، والحكومة المالية ستتحمّل كل العواقب”. وجاء تصريح محمدو جيري من واغادوغو، حيث يشارك في مفاوضات مع تيبيليه درامي مبعوث السلطة الانتقالية المالية تجرى تحت إشراف الوسيط الرئيس البوركينابي بليز كونباوري. وأضاف “لم نرغب أبدا في تسوية الوضع بالحرب. لكن بما أن هذا هو الحال، فإننا سندافع عن أنفسنا حتى النهاية”، مضيفا “مرة أخرى يتعيّن على الوسيط حمل سلطات باماكو على التعقل”. وكان الجيش المالي أعلن، أول أمس الثلاثاء، أنه اتخذ مواقع في أنفيس ومنطقتها تمهيدا لاستعادة مدينة كيدال الواقعة على بعد نحو مائة كلم شمالا. وترفض حركة أزواد التي تحتل كيدال منذ أن طردت الحملة العسكرية الفرنسية المسلحين الاسلاميين منها، في نهاية جانفي الماضي، وجود الجيش والإدارة الماليين في المدينة، ما يعرقل إجراء الجولة الأولى للانتخابات المقررة في 28 جويلية المقبل في كل أنحاء البلاد.