لاحظ المستشار والخبير في مجال الفلاحة، أحمد مالحة، أن تكاليف تربية الدجاج المبيض على مختلف المستويات، ابتداءً من توفير المدخلات والمواد الأولية تجعل المادة النهائية مكلفة، رغم أن الجزائر لا تلجأ إلى استيراد البيض. وسجّل الخبير أنه منذ 50 سنة لا يمتلك فرع تربية الدجاج مجلسا وطنيا ما بين المهن الكفيل بضمان تنظيم وهيكلة هذا الفرع الرئيسي. وبخصوص استيراد المواد الأولية والمدخلات، بيّن الخبير أن القطاع الخاص هو المستورد الصافي لمادتي الذرة الموجهة لتربية الدجاج والصوجا، حيث تم استيراد 147,7 مليون دولار من الذرة و19,922 مليون دولار من الصوجا السنة الماضية، بنسبة زيادة بلغت 16 بالمائة، و38 بالمائة على التوالي، وبكميات تقدر ب3 ملايين طن و900 ألف طن على التوالي، وتعتبر المادتان أساسيتين في تربية الدجاج المبيض. في السياق نفسه، أكد خبير في مجال تربية الدواجن بمنطقة الوسط أن نسبة 60 في المائة من تربية الدجاج تقليدي، مشيرا إلى أن سوق البيض الموجه للاستهلاك يظل حرا، ويخضع لقانون العرض والطلب، ولكن أهم أمر يتعلق بهذه المادة هو فسح المجال لمرور الفترة المطلوبة للمعالجة البيطرية بالمضادات الحيوية، حيث تبقى المراقبة ناقصة في هذا المجال، محذرا من أن لجوء المربين لعدم انتظار المدة الضرورية، المقدرة ب15 يوما بعد التلقيح بالمضادات الحيوية للدجاج المبيض والبيض، يجعل البيض المستهلك يتضمن نسبة من هذه المضادات الحيوية التي يستهلكها المواطن، وهو ما يمكن أن يتسبب في عدم فعالية دواء يتناوله المستهلك لاحقا بالمضادات الحيوية، لأنه استهلك في البيض بقايا مضادات حيوية استوعبها جسمه، ما يخلّف مقاومة للمضادات الحيوية في الجسم. بالمقابل، نبّه مالحة على ضرورة احترام ظروف الحفظ للبيض واللحوم البيضاء، وعدم عرض المادة على قارعة الطرق، وفي ظروف مناخية قد تؤدي، مع طول المدة، إلى فسادها. بالمقابل أشار الخبير في مجال تربية الدواجن إلى ضرورة اعتماد إجراءات معمول بها دوليا تمكّن من ضمان تحديد مصدر إنتاج البيضة، أي معرفة أين أنتجت، أي من أي منطقة ومصدرها، لتحديد المسؤوليات في نهاية المطاف، خاصة وأنها مادة حساسة وكثيرة الاستهلاك في فصل الصيف، مضيفا أنه من الناحية الصحية لا يوجد تأثير خطير على تنازل المضادات الحيوية بكميات كبيرة، ولكن هناك، مع ذلك، عامل المقاومة في جسم الإنسان للمضادات الحيوية.