نشبت مشادات عنيفة ودامية بين عشرات المصلين والمواطنين، أول أمس، عند صلاة المغرب بمسجد أحمد بن حنبل بمدينة الوادي خلفت عدة جرحى بينهم اثنان تم تحويلهما على جناح السرعة إلى مستشفى بن عمر الجيلالي لخطورة إصاباتهما. وحسب مصادر محلية، فإن المشادات استعملت فيها الأسلحة البيضاء والحجارة والقضبان الحديدية. وقد اندلعت في البداية داخل المسجد ثم تحولت إلى ساحته الخارجية ولم تلبث أن احتضنها الشارع في حركة كر وفر بين الطرفين إلى غاية صلاة العشاء، حيث تدخلت قوات الشرطة لحفظ النظام والحيلولة دون وقوع خسائر بشرية، حيث فصلت بين الفئتين المتنازعتين. وأضافت المصادر بأن نزاع الفئتين يعود إلى محاولة كل منهما السيطرة على تسيير شؤون المسجد الذي فتح أبوابه حديثا للمصلين، ومازالت بعض ورشاته لم يكتمل إنجازها. وكانت إحدى الفئتين قد نظمت حركة احتجاجية، الأسبوع الماضي، أمام ديوان الوالي احتجاجا على غلق المسجد وتوقيف الإمام من طرف مدير الشؤون الدينية جراء مناوشات بين الطرفين، حيث اتهمت هذا الأخير بالانحياز إلى الطرف الآخر وبأنه يحمل لونا سياسيا معينا. وكان الوالي قد استقبل في حينه وفدا عن هؤلاء المحتجين واستمع إلى رأي مدير الشؤون الدينية، ولكن يبدو أن هذين المسؤولين لم يتمكنا من حل الإشكال القائم، ما أدى إلى المشادات المذكورة بكل هذه الضراوة وإسالة الدماء في المسجد. ويخشى العديد من سكان الحي غلق المسجد نهائيا، لذلك دعوا إلى المحافظة على وجوده وفتح أبوابه للمصلين، داعين وزير الشؤون الدينية والأوقاف إلى إيفاد لجنة تحقيق رفيعة المستوى لمعاينة المشكل وإيجاد حل عاجل له، بينما تقترح بعض الجهات إطفاء الفتنة عن طريق تحويل المسجد إلى مرفق عمومي ذي منفعة عامة تابع لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف. وأفادت مصادر أمنية بأنه فتح تحقيق مستفيض في هذه الأحداث المؤسفة وستتم متابعات قضائية ضد المتسببين والمتورطين فيها، كما باشر بعض الجرحى رفع دعاوى قضائية ضد المعتدين عليهم.