التقى رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي محمد صغير باباس، سهرة أول أمس، بممثلين عن مختلف وسائل الإعلام الوطنية بهدف “إشراكهم في مضمون المنتدى الاقتصادي الاجتماعي الخمسيني” على حد تعبيره والمقرر عقده أيام 18 و20 جوان الجاري. وحرص باباس على وضع كل الانتقادات أو المشاكل التي يمكن طرحها من خلال المنتدى في إطار ما سماه “الوثبة العملاقة” التي حققتها الجزائر المستقلة. لكن تساؤله عن سبب فشل الجزائر في تحقيق نسبة نمو برقمين بينما نجحت دول أخرى في رفع هذا التحدي دون أن تتوفر على جزء بسيط من الثروات التي تملكها الجزائر، يعيد كل متفائل بإنجازات الجزائر إلى نقطة الصفر. ويطرح هذا التوازن الذي يحاول المجلس الاقتصادي والاجتماعي ضمانه في منتدى الخمسينية، استفهامات كثيرة تتعلق بالنتائج المنتظرة من التظاهرة. هل يتعلق الأمر بتسجيل “وقفة” حقيقية تطرح فيها القضايا الأساسية وتقدم حلول حقيقية، أم الأمر يتعلق بتمجيد مرحلة الاستقلال وتقديم حلول ترقيعية لما هو قائم لنعود بعد قرن من الاستقلال لتنظيم منتدى اقتصادي اجتماعي آخر بنفس حصيلة سنة 2013 أو أسوأ. باباس شعر أثناء استماعه لتساؤلات الاعلاميين أنه مجبر على الدفاع عن هيئته. مذكرا أنها “هيئة استشارية لا يمكنها أن تتعدى صلاحياتها” لكنه استند إلى وعود الوزير الأول عبد المالك سلال الذي التقى به في الصباح، وقال “الوزير الأول أكد لي أنه آخذ لكل التوصيات التي سنخرج بها”. وفي سياق الدفاع عن هيئته دائما، كشف باباس أن الأكاديمية العلمية والتكنولوجية التي راهن عليها منذ توليه رئاسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي جاهزة وأن مرض الرئيس هو الذي عطّل انطلاقها، كما كشف عن قرب انطلاق جامعة أممية في الجزائر متصلة مباشرة مع المقر المركزي للجامعة الأممية بطوكيو ولا تخضع لأي وصاية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي… المنتدى سينظم بقصر المؤتمرات بنادي الصنوبر تحت عنوان عريض مفاده “جزائر ما بعد 2015”، غير أن باباس يعترف بأن تحقيق هذا الشعار في الميدان بحاجة إلى إعادة نظر في عمق منظومة الحكم الجزائرية. واعترف أيضا بفشل الجزائر بتجاوز الانتقال من الاقتصاد المسير إلى الاقتصاد الحر، بفعل منظومة الحكم هذه والتي وصفها ب“اليعقوبية” بمعنى مركزية إلى أبعد الحدود… في حين استخلص الإعلاميون الحاضرون في اللقاء من عرض باباس أن المنتدى لا يخرج عن أسلوب مناقشات الميثاق الوطني في السبعينيات