ارتآى الكاتب والشاعر البلجيكي لوران دومولان المتخصص في الأدب الفرنسي والروماني بجامعة ليج، أن يسلط الضوء على واحدة من أهم الروايات الفرنسية التاريخية الأكثر جدلا للأديب الفرنسي لوران موفينيه، وروايته” الرجال”. وقال دومولان الذي في رصيده العديد من المؤلفات في الشعر منها ” أوليس لومومبا وكراريس جورج سيمنون في حوار مع ”الخبر”: ” أن الحقيقة في التاريخ تبقى نسبية لتعددها”. تناولت مداخلتك الرواية الفرنسية لماذا؟ - مشاركتي تمحورت حول مناقشة واحدة من الروايات الفرنسية البارزة التي تحدثت عن الثورة الجزائرية، وصاحب الرواية هو الأديب الفرنسي لوران موفينيه، وروايته” الرجال”، والمهم في هذه الراوية، هو أن عدة شخصيات تسرد التاريخ من عدة زوايا، في كيفية صنع الاستعمار للعنصرية وكيف أصبح الجزائريون عنصريون هم أيضا. الراوية تعرض الأمور النفسية المعقدة والأصول الإنسانية التي تتحكم في مثل هذه المواضيع الحساسة، أنا لست محامي الروائي، حاولت أن أقدم الرواية من وجه نظر محايدة واعتقد أنها رواية ضد العنصرية وهي تؤيد الثورة وتدين الاستعمار. من الذي اختار الرواية موضوعا في ندوات المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب ؟ - هي من اختياري فهي تعرض كل شخصيات في الراوية لديها جوانب سلبية وأخرى ايجابية، بين الأنانية والعنف تبرز خصائص الشخصية الإيجابية، وأنا اخترتها من الناحية الأدبية وليس من الناحية السياسية، لأن الحقيقة في التاريخ دائما نسبية، والحقيقة التي يأتي بها المؤرخون تختلف عن الأدب. كيف تفكك الرواية؟ - «عندما كنت في فرنسا كنت بلجيكيا” هذا مقطع من إحدى قصائدي، إنها الهوية الأصلية التي تقودنا في النهاية منذ الولادة، فهذه الإشكالية، سوف نقرأ الأعمال الأدبية من النهاية إنها الخلفية. لهذا مثل هذه الروايات قد لا تكون مفهومة من طرف الشباب الفرنسي اليوم وتكون مستفزة للجزائريين، لأنهم ببساطة لا يدركون طبيعة التفكير بل تتحكم فيهم الخلفيات المعرفية، لهذا يجب أن نقوم بمجهود تاريخي لتشفير الحقائق الإنسانية حول الثورة الجزائرية وهذا هو المهم، لأنه لا توجد حقيقة حول التاريخ مثل الثورة الجزائرية، بل هناك مجموعة حقائق متشابكة، وهذا هو الدور الذي حاول أن يقوم به الروائي. هل يعني أن التاريخ جزء غير مهم بالنسبة لك؟ - بالنسبة لي هناك فرق بين التاريخ والذكريات التي تراكمت لدى الرجال خلال الحرب في الجزائر، بطبيعة الحال التاريخ مهم وقد نستمد الذكريات من الكتب والأفلام، ولكن يجب أن لا يتجاوز البعد التاريخي في الرواية حدود الناقل. ما الذي يدفعك إلى الاهتمام بالأدب العالمي الذي يتناول الثورة الجزائرية ؟ - بحكم عملي، ولكن أنا لست متخصص في دراسة الأدب الذي يتناول موضوع الثورة الجزائرية فقط، بل مهتم بكل الأدب الفرنسي والفرنكوفوني، وإذا كنت تقصد مشاركتي في فعاليات الأيام التاريخية في هذا المهرجان، فأنا كنت أرفض المشاركة عندما عرض عليّ المنظمين تقديم ندوة قلت إن موضوع الثورة الجزائرية ليس اختصاصي ولكن أمام إلحاحهم وتأكيدهم على حاجة المهرجان لوجهة نظر محايدة حول الثورة الجزائرية، قرّرت المشاركة بهذه الرواية التي أجدها مهمة من الناحية الإنسانية والمستوى الأدبي.