خلص المشاركون في ندوة "الخبر"، حول موضوع "الرواية وتاريخ الثورة"، إلى أن الرواية تستثمر التاريخ لخلق عوالم أرحب وأوسع في قالب فني، لكنها ليست هي التاريخ. واعتبروا أن "الرواية التاريخية" تحتاج إلى قراءة الوثائق والإطلاع على روح العصر، وهذا النوع من الكتابة لم يستثمر فيه الروائي الجزائري، الذي اكتفى بتوظيف تاريخ الثورة خلال مرحلة السبعينيات، بعد ما قدمه الطاهر وطار، ومن بعده رشيد بوجدرة، من منطلق معايشتهما للحدث، بينما انفصل روائيو الجيل الجديد عن التاريخ، واهتموا بأحداث التسعينيات. تطرح العلاقة بين ثورة التحرير والرواية، حسب أستاذ الأدب بجامعة وهران، الدكتور بشير بويجرة، إشكالية المعالجة، ليس من وجهة نظر واحدة، بل من زاويا مجموع المثقفين، فالثورة الجزائرية ليست وفق تصوره ثورة عادية، ولم يقم بها أشخاص محددون، فقد جمعت عبر أزمنة مختلفة مجموعة من الأفكار، والقضايا والتداعيات الوجودية، وقال: “أعتقد أننا نحتاج إلى مؤرخين وعلماء اجتماع، لإبراز كيف تجسدت الروح الثورية عند الإنسان الجزائري”، مضيفا: “الرواية الجزائرية لم تتعامل مع الثورة تعاملا وافيا كاملا، بل تناولتها من زوايا محددة ومختلفة، حسب رؤية الروائي. فعندما نتحدّث عن الطاهر وطار مثلا في رواية “اللاز”، نجده قدّم الثورة من وجهة نظر إيديولوجية، وتوقف عند دور الفئات اليسارية للتأكيد على أن الثورة قامت بها كل النخب المثقفة، بما فيها النخبة اليسارية. لكن مع مرزاق بقطاش، وبالأخص رواية “طيور الظهيرة”، نجده قد تناول موضوع الثورة من زاوية خالية من الأيديولوجية. أما بن هدوڤة في رواية “ريح الجنوب”، فقدّم رؤية تخبرنا أن “الثورة عبارة عن عمل جماعي تتخلله صراعات مصلحية”. وتساءل الدكتور بويجرة قائلا: “ماذا نريد من الروائي في توظيفه للثورة؟ هل نريد منه معلومات دقيقة كأنه مؤرخ، أم نريد منه أن يقدم حقائق وموضوعات ويقوم مقام المؤرخ، أم نريد منه لوحات وإحالات جمالية تبهرنا، وحتى لو كان في موقف بسيط جدا؟ وأجاب قائلا: “بالنسبة إلي، أتصوّر أن الرواية لا يجب أن تكتب الثورة كما هي، وفي عمومياتها، بل تأخذ الإلمحات الايجابية”. وأضاف بويجرة: “المسألة الأخرى مرتبط بالسؤال التالي: “هل نتحدّث عن التاريخ والثورة، أم نتحدث عن الذاكرة والثورة؟ في حالة التاريخ والثورة، تصبح الرواية خطابا تسويقيا، لكن لما نتحدث عن الذاكرة التي فيها إبداعات شعبية، لا أتصور بأن الرواية يجب أن تكون ملتزمة بأحداث ووقائع تاريخية، بل هناك إلماحات. ثم أن الثورة هي ثورة جماعة، والنص الروائي يجب أن يعبر عن هذا الزخم”. وقال الدكتور بويجرة، بخصوص اهتمام الجيل الجديد من الروائيين بالتاريخ، وبحرب التحرير تحديدا: “يعيش الجيل الجديد، وضعا مخالفا. لكن أعتقد أن الصورة ليست كما يقدّمها من يطرح فكرة وجود انفصال تام بينه وبين الثورة، لأن الثورة موجودة في روايات الجيل الجديد بطريقة أو بأخرى. فكل الروايات حتى الآن، توظف التاريخ، ليس بصورة تاريخية، بل توظيفه وفق رؤية أدبية ذاتية”. واستطرد بويجرة، قائلا: “إن الذي أوقف ذلك التوهج مع الرواية، وتلك العلاقة مع التاريخ والثورة، يوجد خارجا عن الرواية، وهو مرتبط بفترة الإرهاب الذي حدث في التسعينيات، وهو عبارة عن حدث غير مقبول، فاجأ الذات الجزائرية وأفقدها توازنها. فالنصوص التي كتبها كتّاب الجيل الجديد، نجد فيها أحداث التسعينيات، أكثر مما نجد فيها أحداث ثورة التحرير. صحيح أن كاتب الرواية التاريخية يجب أن تتوفر لديه معلومات كافية ووثائق تاريخية. لكن عند الحديث عن مسألة توظيف الثورة، فهذا لا يحتاج بالضرورة للوثيقة التاريخية. نحن لا نكتب الثورة بالرواية، لأن تلك هي مهمة المؤرخ، بل نوظف الثورة في النص الروائي”. واستنتج بويجرة أن الرواية التاريخية غائبة، عكس الرواية التي توظّف التاريخ، فهي موجودة، حيث برز ذلك في رواية “اعترافات أسكرام” لعز الدين ميهوبي، وفي رواية “مرايا الخوف” لحميد عبد القادر. المجتمع ينظر إلى الأديب كأنه إنسان مارق وبشأن اهتمام الروائي الفرنسي بقيمة “حرب الجزائر”، بشكل ملفت للانتباه ومكثف، قال الأستاذ بويجرة: “يبدو لي أن الروائي الفرنسي يكتب عن رؤية وبعد حضاريين، يتحكم فيهما حرية التعبير وسرعة النشر، وصنعة النص الروائي، ويتحكم فيه المعطى الأيديولوجي، وهو الرغبة في الهيمنة. الكاتب الغربي يكتب للهيمنة على مصيرنا، فهو يعرف بأننا نصدق كل ما يقوله لنا، ويكتب من هذا المنطلق. أما نحن، فما هو ما منطلقنا؟ هناك نظرة سلبية تجاه الكاتب. كان المجتمع ينظر إليه عقب الاستقلال، بأنه إنسان مارق، وتنظر إليه المؤسسة السياسية كأنه إنسان خطير. ورغم هذه المعوقات، أخذت الرؤية الروائية تتشكّل لدينا. وبعد عشرين سنة، لما أخذت صورة الروائي في الاكتمال، جاء الإرهاب وأخذ يقتل الأدباء. دعونا نقول إن الحساسية الأدبية عندنا موجودة دائما في حالة اضطهاد، فالأديب يكتب وهو خائف، يشعر أنه مضطهد، فهو مارق بالنسبة لعائلته، ومرفوض من قبل السلطة، ومهدد من الإرهاب. السينما سبقت الرواية في تناول مساهمة الفرد الثوري ومن جهته، تحدّث الروائي محمد مفلاح، عن ضرورة توفّر مسافة بين التاريخ والنص الإبداعي، وتحدّث عن علاقة الكاتب بالوثيقة التاريخية، وقدم مثال الروائي الروسي ليون تولستوي، الذي اطلع على مئات الوثائق كي يكتب رواية “الحرب والسلم”. وقال مفلاح: “أعتقد أن الرواية التاريخية الجزائرية تعاني من هذا الجانب المتعلق بتوفر الوثيقة.. بدأت مع الطاهر وطار، ثم فتحت المجال أمام “ريح الجنوب”، حيث نجد أن الثورة مبثوثة. ثم جاء رشيد بوجدرة، وكتب رواية “التفكك” في فترة لاحقة. أعتقد أن تناول هذين الكاتبين لموضوع الثورة، كان انطلاقا من معايشتهم لتلك الأوضاع، فكلاهما لم يكتب الرواية التاريخية، ولم يعتمد على الوثائق، بل اعتمد على معايشته للأحداث. أما ما كتبته أنا شخصيا، فكان عبارة عن كتابة عن حياة الناس ومعاناتهم داخل هذه الثورة”. وبحسب مفلاح فإن: “الكتابة التاريخية في مرحلة السبعينيات كانت غير متوفرة، وقليلة جدا، فالوثائق لم تتوفر حتى يتمكن المبدع الذي لم يعايش الحدث، من الكتابة عن الثورة. فالعمل الفني، لا بد أن يستند لأحداث وخطاب فني في نفس الوقت، والروائي الحقيقي لا بد أن يكون صاحب معرفة دقيقة بالأحداث إن أراد أن يكتب الرواية التاريخية، إضافة إلى ضرورة توفر القدرة على نسج الأحداث بطريقة فنية”. هكذا، لم يجد جيل السبعينيات، حسب مفلاح، المادة التاريخية، ولم تتوفر أمامه الكتب التي تناولت موضوع الثورة، إضافة إلى نقص حرية التعبير خلال تلك الفترة. ولكونه لم يعايش الأحداث، لم يكتب روائي تلك الحقبة الرواية التاريخية، واكتفى بالحديث عن الموضوع من زاوية معاناة الناس لا غير. وأضاف صاحب رواية “خيرة والجبال”: “كتب الجيل الذي أنتمي إليه، انطلاقا من تقديس الثورة نوعا ما، على خلاف بوجدرة ووطار اللذان تحدّثا عن التناقضات داخل الثورة وقد عايشاها، وكانا على إدراك بتطورات الحركة الوطنية”. وأضاف: “إذا أردت أن تكتب عن الثورة، لا تكتب عنها كمجاهد حمل السلاح فقط، لأن الثورة تصور اجتماعي ومعرفي ونفسي. ومن أراد أن يكتب رواية تاريخية، فعليه أن يفعل مثلما فعل نجيب محفوظ وهو يكتب عن العهد الفرعوني، أي عليه أن يطلع على مئات الوثائق ويعرف تفاصيل الحياة الدقيقة خلال تلك المرحلة”. وبحسب مفلاح، فإن الروائي الجزائري لم يكتب الرواية التاريخية بمفهوم لوكاتش، وقال: “نجد أن السينما سبقت الرواية في تناول مساهمة الفرد الثوري في أفلام “بن بولعيد” لأحمد راشدي، وفيلم “زبانة” للمخرج سعيد ولد خليفة”. وتوقف مفلاح عند الجيل الجديد من الكتّاب، وقال: “يعرف هذا الجيل انقطاعا وانفصالا مع التاريخ، رغم توفر الكتاب التاريخي من شهادات الفاعلين وكتب المؤرخين، وبروز ظاهرة تناول “المسكوت عنه”“. رغم كل هذه المعطيات، لا يوجد لدى الجيل الجديد حماس جيلنا خلال السبعينيات، فاليوم نجد لدى الأدباء اهتمامات جديدة، فأصبح يكتب رواية الاعتراف، والخواطر، ومعايشة اللحظة، وهو لا يملك أي تصور وبعد أيديولوجي، لذا نجده قريبا جدا من الشعر بدون التجدر في الواقع”. وابتعد كتاب هذا الجيل عن الثورة حسب مفلاح: “لكونهم لم يعيشوا أجواءنا الحماسية تجاه الثورة، ونفروا من التاريخ ليس لأن رواية “اللاز” فيها أيديولوجية، بل لأن الاهتمامات تختلف. وهذا الجيل، للأسف، لا يعرف حتى معنى الأيديولوجية، فقد ربطها بالماركسية، وغض عنها الطرف، فاختلط عليه الأمر، فتكوّنت لديه قطيعة مع التاريخ. كما أن جيل اليوم، لم يعد يهتم بالدراسات السوسيولوجية والتاريخية كي ينطلق منها لكتابة الرواية، والواقع يقول إنه ليس لدينا تراكم معرفي، تشكل منه عوالم خيالية، بواسطة لغة فنية جميلة. الروائي الفرنسي الشهير “أونوريه دو بلزاك” لوحده، أرّخ للمجتمع الفرنسي في القرن التاسع عشر، وترك “الكوميديا البشرية”، وراية “الأب غوريو” لوحدها عبارة عن رواية تاريخية بامتياز، يعود إليها الفنان والمؤرخ والسيوسيولوجي، لأنها وثيقة اجتماعية”. وبخصوص ظاهرة تناول الروائيين الفرنسيين لموضوع “حرب الجزائر” كقيمة رئيسية، بشكل ملفت، عكس الروائي الجزائري، أجاب مفلاح: “فعلا، فشخصية العربي بن مهيدي، مثلا، استغلت روائيا من قبل روائي فرنسي يدعى جيروم فيراري في روايته “أين تركت روحي”، ولم تستغل من قبل روائيينا. ثم إن الروائي الفرنسي يوجد بحوزته كل الوثائق، وبإمكانه تناول المواضيع بكل حرية، بينما نحن يوجد لدينا تقديس لصنّاع الثورة، لما نكتب عن هؤلاء نحيط كتاباتنا بنوع من الخوف والرقابة الذاتية”. يكرّس الأدب الأكذوبة الكبرى بأن “الشعب برمّته كان بطلا ومساندا فاعلا للثورة” ومن جهته، قال الروائي محمد ساري، إن الرواية التاريخية لا تكتفي برصد تفاصيل شخصيات تاريخية مثلما وقعت فعلا، فهذه ليست رواية ولا فيلما مثلما حدث مع فيلم “بوعمامة”، الذي يعتبر فيلما وثائقيا مصورا، وأوضح ساري “إن الرواية فن قائم على قواعد أساسية لا تستقيم بدونها، ومنها الصراع الدرامي والحبكة والتشويق والتحوّل والتعرّف التي تقيم جسرا بين القارئ أو المتفرّج، يتمثل في الفرجة والإمتاع والإدهاش”. وقال: “لا نقرأ كتاب تاريخ كما نقرأ رواية تاريخية. لننظر إلى روايات جرجي زيدان، أو والتر سكوت، أو ألكسندر دوماس، أو رواية “صالومبو” لفلوبر، وحديثا أمين معلوف (خاصة رواية “سمرقند”)، لنتأكد من قوة هذه الروايات التخيلية والجمالية والعمق الوجداني والوجودي، برغم ارتكازها على عناصر تاريخية وشخصيات وجدت فعلا. ولكن حجم الخيال فيها والإضافات المتعددة، يفوق بكثير ما يوفره التاريخ من مادة خام”. وبحسب محمد ساري، فإن الأخلاق والأيديولوجيا، والقيم النبيلة لا تصنع رواية (أو فيلما) بأتم معنى الجمال والأدب والفن، حتى وإن كان مرتكزا على حقيقة تاريخية مؤكّدة، ذلك أن أحداث التاريخ جزئية دائما وغير تامة، ولا تشكّل قطعة مكتملة تحوي على جميع جوانب الحياة، من حرب وبطولة وحب وصراع وخيانة وتسام وانحطاط، والكل مرتبط ومنسجم في حكاية تشبه الحياة والتاريخ، ولكنها ليست الحياة ولا التاريخ مثلما وقع فعلا، وإنما هي الحياة والتاريخ مثلما يحلم به الكاتب وعبره الإنسان مختزلا تجارب البشرية جمعاء. وتساءل محمد ساري: “ما هي الزاوية التي ينبغي للأدب أن يلج منها إلى الثورة؟ أهي زاوية المدح والتقديس التي تجعل من رجال حملوا السلاح ضد الظلم (وهو ما يحدث في كل بقاع العالم منذ فجر التاريخ) إلى أنبياء مثلما فعل “شعراء الثورة”؟ ويكرّس الأدب الأكذوبة الكبرى بأن الشعب الجزائري برمّته كان بطلا ومساندا فاعلا للثورة، في الوقت الذي نعرف أن شريحة كبرى لم تكتشف الثورة إلا في حفلات الاستقلال؟ كيف تكون صورة المجاهد في “أدب الثورة” إذن؟ إنّ الصورة القريبة من الحقيقة الطبيعية للإنسان، تجعل منه حتما إنسانا تتجاذبه نوازع الخير والشر، يحب ذاته ويحب السلطة والتسلط مثل جميع البشر. هل نعتبر الحركى خونة للثورة أم ضحايا واقع مرير مأساوي، تموقعوا في لحظة تيه واندفاع؟ وهل نعتبر جميع المجاهدين مؤمنين حقا بالثورة وأهدافها، أم أنّ أغلبهم وجدوا أنفسهم يحملون السلاح بالصدفة والظروف القاهرة، وأحيانا لأسباب صراعات قبلية وعائلية وخلافات شخصية؟ وماذا نقول عن الذين التحقوا بالثورة في السنوات القليلة الأخيرة، بل في الشهور والأسابيع القليلة السابقة لوقف إطلاق النار؟ وماذا نقول عن المعمّرين؟ هل جميعهم مصاصو دماء ومستغلون، أم أنّ هناك فرنسيين بسطاء جاءوا باحثين عن لقمة خبز، ولم يكونوا بالضرورة مساندين للظلم والاستغلال والقمع؟ وفوق كل هذا، أين نمَوقع فضاء الصراع، أفي الجبال أم في المدن؟ والصراع بينهما معروف. أسئلة كثيرة حرجة تُطرح على هذه الفترة لكشف حقائقها واستجلاء تناقضاتها، وهو ما يفعله التاريخ والمؤرخون باستمرار”. وختم ساري قوله بالسؤال التالي: “ما هو دور الأدب إذن؟ هل يستطيع أن يعلو فوق التاريخ، بل ويزيّف التاريخ مثلما فعلت نصوص كثيرة، عن حسن نية وجهل، فأغراها الاندفاع والخيال، وجعلها تحيد عن الأدب والثورة معا؟ أم أنّه يتريّث ويتأمل ويجمع شتات أدواته لينتج نصوصا تعكس هذه الثورة على حقائقها المتعدّدة والمتباينة، لأنها قبل كل شيء ثورة قادها بشر بما لهم وما عليهم”. واستنتج ساري أن أغلب الأدباء يكتبون عن الثورة من زاوية أيديولوجية، لإظهار حادثة كانت مخفية، أو يغلّبون تيارا على تيار آخر، فيغرق الأدب في التاريخ. وأغلبهم أيضا يهملون (أو يجهلون) الجوانب الجمالية، فلا يختلف عملهم عن عمل المؤرخ. “الرواية الجزائرية لم تتعامل مع الثورة تعاملا وافيا كاملا، بل تناولتها من زوايا محددة ومختلفة، حسب رؤية الروائي. فعندما نتحدّث عن الطاهر وطار مثلا في رواية “اللاز”، نجده قدّم الثورة من وجهة نظر إيديولوجية ثم جاء رشيد بوجدرة، وكتب رواية “التفكك” في فترة لاحقة. أعتقد أن تناول هذين الكاتبين لموضوع الثورة، كان انطلاقا من معايشتهم لتلك الأوضاع، فكلاهما لم يكتب الرواية التاريخية، ولم يعتمد على الوثائق، بل اعتمد على معايشته للأحداث