عاد الهدوء إلى ميدان تقسيم والشوارع المحيطة به وسط إسطنبول، وذلك بعد أن استعادت الشرطة التركية، صباح أمس، السيطرة عليه، إثر مواجهات استمرت ساعات مع مجموعات من المتظاهرين. وقد استخدمت الشرطة التركية الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق آلاف المتظاهرين الذين عادوا، يوم السبت، إلى ساحة تقسيم، بعد هدوء استمر أياما عدة، وأعقب ثلاثة أسابيع من التظاهرات غير المسبوقة ضد الحكومة الإسلامية. وقد تجمع المتظاهرون في ساحة تقسيم في ذكرى مرور أسبوع على الهجوم الذي شنته الشرطة لإخلاء حديقة جيزي المحاذية للساحة بالقوة. وانتقد المتظاهرون مجددا رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان مطالبين باستقالته. من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية التركية أن ”2,5 مليون شخص شاركوا في تظاهرات الاحتجاج ضد حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ب79 محافظة من مجموع 81 محافظة تركية، ولم تشهد محافظتا بينغول جنوب شرقي تركيا وبايبورت المطلة على البحر الأسود أي تظاهرات طوال فترة الاحتجاجات التي استمرت لما يقرب من ثلاثة أسابيع”. وذكر بيان صادر عن الوزارة أنه ”تم اعتقال 4900 شخص مشتبه به خلال التظاهرات وأصيب أربعة آلاف شخص منهم 600 في صفوف الشرطة في 79 محافظة تركية”. من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، أول أمس، بعد لقاء نظيره التركي بالدوحة، على هامش مؤتمر أصدقاء سوريا، أن تهدئة التوتر مع أنقرة لا تزال تتطلب جهدا إضافيا، وذلك غداة تبادل للانتقاد بين برلينوأنقرة، على خلفية التظاهرات المناهضة للحكومة التركية. وشارك 80 ألف تركي علوي في ألمانيا، في مظاهرة بمدينة كولونيا، في وقت سابق، لدعم المتظاهرين المعارضين لرئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، في شوارع تركيا، وكتبت جريدة ”دير شبيغل” الألمانية على صدر صفحتها الأولى باللغة التركية ”لا تنحنوا”، ما يعكس حجم التوتر بين تركيا وألمانيا.