قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن "الربيع التركي" قد تحقق بالفعل في بلاده عام 2002 منذ وصول حزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه إلى سدة الحكم. وأعلن رئيس الوزراء التركي عن رفضه لطلب المتظاهرين في ميدان تقسيم بمدينة إسطنبول بعزل حاكم المدينة مؤكدا أن طلب عزل بعض الموظفين والولاة من مناصبهم طلب سياسي ولا علاقة له بالمتظاهرين فالبلاد لا تدار من قبل الشارع وإنما من قبل الحكومة لذا لا يمكن قبول المطالب السياسية لهم مضيفا أنه لن يخضع لإرادة الأوساط والمجموعات الخارجة على القوانين، وجدد أردوغان في تصريحات له مطالبته للمتظاهرين في ميدان تقسيم بإسطنبول بإنهاء اعتصامهم والعودة إلى منازلهم مضيفا أن حزب العدالة والتنمية باعتباره صاحب السلطة في البلاد مستعد لسماع نصائح ومطالب كافة أطياف المجتمع وتلبيتها، في السياق ذاته استخدمت الشرطة التركية خراطيم المياه لتفريق تظاهرة لآلاف المحتجين ضد سياسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وسط العاصمة انقرة، كما استخدمت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لطرد المتظاهرين من ساحة كيزلاي ما أدى لإصابة شخصين، ويعتصم محتجون كثيرون داخل خيام مسيطرون على منطقة واسعة من الميدان مع إغلاق مداخله بحواجز من الحجارة والقضبان الحديدية، فيما عمدت الشرطةُ إلى إعتقال عدد من المتظاهرين الذين فَروا إلى الشوارع المجاورة، وفي اسطنبول اندلعت اشتباكات ليلية بين المتظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت خراطيم المياه لتفريقهم، كما شهدت مدن أخرى مسيرات احتجاجية مماثلة دعا خلالها المتظاهرون لاستقالة أردوغان، وقد حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المحتجين الذين خرجوا للشوارع في شتى أنحاء تركيا مطالبين باستقالته من أن لصبره حدودا وشبه هذه الإضطرابات بمحاولة قام بها الجيش قبل ست سنوات للحد من سلطته، وعقد اردوغان ستة تجمعات أمس الأول وهو مقياس للتوترات بعد أسبوع من أكبر مظاهرات وأسوأ أعمال شغب منذ توليه السلطة قبل عشر سنوات، من جهته أعرب الاتحاد الأوروبي على لسان المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن كاثرين اشتون عن قلقه إزاء الوضع في تركيا على خلفية استمرار التظاهرات المناهضة لحكومة أردوغان، وذكرت اشتون في بيان لها: "أتابع التطورات عن كثب في تركيا ومازلت أشعر بالقلق إزاء الوضع في هذا البلد"، ودعت أشتون جميع الأطراف إلى ضبط النفس والعمل من أجل إيجاد حل سريع على أساس الحوار والاحترام المتبادل والتفاهم، معتبرة أنه من المهم أن تعمل السلطات بكامل طاقتها لتعزيز الديمقراطية وبناء الثقة وتجنب التصعيد، على صعيد آخر وصلت أعداد مجموعات الإنفصاليين الأكراد الذين بدأوا بالانسحاب إلى خارج تركيا إلى 10 مجموعات تضم ما يقرب من 2000 مسلح كردي، ونقلت صحيفة تركية عن مصادر من منظمة حزب العمال الكردستاني قولها "إن الانفصاليين سينسحبون تماما من كافة المناطق بتركيا على عكس الادعاءات الواردة التي تشير إلى أن المجموعة المسلحة المنتشرة في محافظة "تونجلى" جنوب شرقي تركيا ترفض الانسحاب من هناك"، وأكدت أن مجموعات أخرى من مسلحي حزب العمال الكردستاني ستنسحب من جبال "أمانوس" المحاذية لسوريا ومن "أرضروم" شمال شرقي الأناضول ومنطقة البحر الأسود أيضا، وطالبت المصادر تركيا باتخاذ الخطوات اللازمة من أجل التوصل لحل للقضية الكردية لافتة إلى أن إيقاف الجيش للعمليات العسكرية يعد خطوة مهمة وإيجابية ولكن لا تزال تحركات الوحدات العسكرية مستمرة في منطقة جنوب شرقي تركيا.