عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: سمعتُ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: “كلُّ أمّتِي مُعافاة إلاّ المُجاهِرِين، وإنّ منَ الإجهار أن يعمَل العبد باللّيل عمَلاً ثمّ يصبح قد ستره ربَّه فيقول يا فلان قد عَمِلتُ البارحة كذا وكذا وقد بات يَسْتُره ربّه فيَبيت يستُره ربّه، ويصبح يكشف ستر اللّه عنه”، وقال زهير: “وإنّ من الهجار”. رواه مسلم. فقوله: “كلّ أمّتي مُعافاة” يعود إلى الأمة. وقوله “إلاّ المجاهرين” هم الّذين جاهروا بمعاصيهم وأظهروها وكشفوا ما ستر اللّه تعالى عليهم، فيتحدثون بها لغير ضرورة ولا حاجة. وقوله: “وإنّ من الإجهار” أي من أجهر. وأما قول مسلم “وقال زهير: وإنّ من الهجار” الهجار لغة هو الفحش والخنا والكلام الّذي لا ينبغي، ويقال في هذا أهجر إذا أتى به، كذا ذكره الجوهري وغيره.