أفادت مصادر متطابقة ل “الخبر” أن آليات الجيش الشعبي الوطني المتخصصة في الأشغال الكبرى شرعت في حفر خنادق على المسالك الترابية المؤدية إلى الشريط الحدودي الممتد على طول 170 كم بولاية تلمسان من مدينة مرسى بن مهيدي الساحلية إلى بلدية العريشة السهبية، وهو ما عاينه أول أمس ضابط سام برتبة جنرال من قيادة حرس الحدود للناحية العسكرية الثانية وفق ما علمته “الخبر”. وتأتي الخطوة في سياق مبادرة أجهزة الدولة لشن حرب وقائية ضد كل أشكال الجريمة العابرة للحدود وخاصة ظاهرة تهريب الوقود الجزائري نحو المغرب وبالضبط إلى الأقاليم الشرقية للمملكة المتاخمة لولاية تلمسان الحدودية غرب الجزائر.وعرفت ظاهرة تهريب الوقود تفاقما كبيرا خلال السنوات الأخيرة، حيث سبق لوالي تلمسان أن أكد في تصريح ل“الخبر” أن المعطيات التي بحوزته تتحدث عن خسارة الاقتصاد الوطني لكمية تفوق 268 مليون لتر من الوقود لسنة 2012 فقط بقيمة مالية تفوق 4 مليارات دينار دون احتساب ما يتم تهريبه من مواد استراتيجية وذات استهلاك واسع تستوردها الحكومة الجزائرية بالعملة الصعبة مثل الحبوب والأدوية. وفي المقابل تعبر عبر هذه المسالك الترابية الحدودية أطنان من المخدرات المنتجة في حقول الحشيش بريف المغرب. هذا وتجدر الإشارة إلى أن العديد من القرى والمزارع بالشريط الحدودي تحولت إلى مخازن وممرات سرية يعبرها المهربون ليل نهار، وهي الأماكن نفسها التي اختارها الجيش لحفر خنادق ستكون حائلا في وجه مركبات المهربين وحتى دوابهم المحملة بدلاء البنزين والمازوت على تراب بلديات بني بوسعيد والسواني وباب العسة ومرسى بن مهيدي ومغنية شمال الولاية وبلديات البويهي سيدي الجيلالي والعريشة في جنوبها. وقد تمتد العملية في وقت لاحق إلى ولايات النعامة وبشار على مسالك يفضلها المهربون كلما اشتد عليهم الخناق من طرف مصالح الأمن الجزائرية في المدن الشمالية.