شيّع، أمس، جثمان المجاهد اللواء المتقاعد والأمين العام السابق لوزارة الدفاع الوطني، أحمد صنهاجي، بمقبرة سيدي امحمد بالعاصمة، وانتظم للفقيد جنازة من حجم جنائز كبار المسؤولين في الدولة، رغم أن المتوفى اتخذ له مرقدا بسيطا في مربع شعبي عادي جدا. نقل جثمان الفقيد أحمد صنهاجي من مسجد العربي تبسي بالحامة، الذي احتضن صلاة جنازته، إلى مقبرة “سيدي امحمد” مشيا على الأقدام، في طريق منعت فيه حركة السيارات، إلا سيارات المشيعين من كبار مسؤولي الدولة وكبار العسكر.. قبل ذلك، أخرج جثمان الراحل من المسجد من قبل مدنيين بنعش ملفوف بقماش، قبل أن يتسلّمه العسكر عند الباب وتوضع عليه العلامة العسكرية، مراعاة لتقاليد تشييع جنائز المنتسبين للجيش. واكتظت مقبرة سيدي امحمد بجمع غفير من الناس، من مختلف المستويات، وغلبت “الكسكيطة” على مشهد لم يتغير كثيرا عن مشاهد جنائز المسؤولين الكبار، حتى وأن تعلق بالرؤساء، لولا ملاحظة غياب وجوه دأبت على ارتياد المقابر، عندما تخص الجنازة وفاة “خدام الدولة”، ويتعلق الأمر بكل من السعيد شقيق الرئيس بوتفليقة، أحمد أويحيى، الوزير الأول السابق وعبد العزيز بلخادم، الأمين العام السابق للأفلان، وعلي بن فليس، بالإضافة إلى غياب ملحوظ لقادة التيار الإسلامي. بينما حضر من قادة الأحزاب البارزين، رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سابقا سعيد سعدي. ولم تسع المقبرة جموع المشيعين واضطر العديد من المواطنين والمسؤولين الانتظار خارج أسوارها، وبقي عبد السلام بلعيد، رئيس الحكومة السابق، وهو مرهق، ويحي ڤيدوم، ووزراء سابقون على رصيف الطريق. وحضر الجنازة قائد أركان الجيش الشعبي الوطني الفريق ڤايد صالح، والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع عبد المالك ڤنايزية، والوزير الأول عبد المالك سلال الذي وصل متأخرا، ومكث قربهم رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، ورئيس المجلس الشعبي الوطني ورئيس مجلس الأمة. وشوهد رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، وهو يغادر المقبرة، متبوعا بحشد من ناس يحدثونه، ولفت نظر بعض من قادة الأحزاب. وأشاد مدير الإتصال والإعلام والتوجيه بوزارة الدفاع الوطني العميد، بوعلام مادي، في كلمة تأبينية بالمسار المثالي للفقيد “كمجاهد وكقائد وكمواطن”، وقال إن الفقيد نال عدة أوسمة، منها وسام الاستحقاق العسكري سنة 1982 ووسام جيش التحرير الوطني في 1984 ووسام الشرف سنة1991.