تعرف العديد من المساحات التجارية الفوضوية ببلديات العاصمة حالة من الفوضى نتيجة عودة الباعة غير الشرعيين إلى نشاطهم بالأسواق التي تم إزالتها قبل رمضان، ما أدى إلى حدوث مواجهات بين هؤلاء التجار ومصالح الأمن التي ترابط ببعض الأحياء كبلوزداد وباش جراح وباب الوادي وميسوني وغيرها، يحدث هذا في الوقت الذي غضت فيه النظر على أسواق بلديات أخرى حيث يزاول التجار نشاطهم بطريقة عادية. عاش السوق الفوضوي لحي الديار الخمس ببلدية المحمدية، مشادات عنيفة بين مصالح الأمن وبعض الباعة الفوضويين مساء أول أمس، بسبب إقدام رجال الأمن على طرد الباعة من أمام واجهة أحد فروع المركز التجاري “الربيع” الكائن بذات الحي، حيث رفض الباعة جمع سلعهم ومغادرة المكان الذي اعتادوا ممارسة نشاطهم فيه باعتباره مصدر رزقهم الوحيد في غياب البديل، ولكن إصرار مصالح الأمن على طردهم وحجز سلعهم حوَّل السوق إلى ساحة اشتباكات بين الطرفين، الأمر الذي استدعى حضور قوات إضافية للأمن التي قامت بفض النزاع وطرد كل الباعة من المكان. نفس الحال شهده سوق باش جراح، حيث حاول التجار العودة إلى نشاطهم بعد الإفطار لكن مصالح الأمن تصدت لذلك، الأمر الذي نتج عنه وقوع مشادات بين مصالح الأمن والتجار، استعملت فيها القنابل المسيلة للدموع من أجل تفريقهم، كما تم تسجيل حالات من الجرحى والإغماءات وسط المارة بالطريق، ليتطور بعدها الوضع إلى قطع للطريق وتراشق بالحجارة بين التجار ومصالح الأمن. وخلال الجولة التي قادت “الخبر” إلى سوق باب الوادي الذي يعرف انتشارا كبيرا لعناصر الأمن الذين يمنعون التجار من عرض سلعهم، قال أحد التجار إنهم تلقوا تطمينات من قبل الجهات المحلية بالسماح لهم بمزاولة نشاطهم في العشر الأواخر من رمضان، غير أن ذلك لم يجسد بعد، وأشار ذات المتحدث إلى أن عناصر الأمن تنتشر بعد الإفطار مباشرة إلى غاية الرابعة صباحا، ونفس الصورة بسوق بلوزداد وميسوني، حيث يتواجد الأمن بقوات كبيرة من أجل منع عودة هؤلاء إلى نشاطهم. على عكس كل هذا تماما، فإن الأسواق الأخرى ببلديات كل من براقي والكاليتوس وباب الزوار وبرج الكيفان وجسر قسنطينة وأسواق أخرى تعرف عودة هؤلاء الباعة لنشاطهم في صورة عادية، حيث عادت التجارة إلى سوق براقي كسابقها ونفس الشيء بكل من أحياء متاريس وأولاد الحاج، وسوق 1600 مسكن حي عدل ومدخل مدينة الكاليتوس، وقد أصبحت كل هذه الأماكن تعرف انتشارا رهيبا للباعة الفوضويين الذين حولوا الطرقات إلى أسواق مفتوحة، متسببين في زحمة واكتظاظ كبيرين، بالإضافة إلى المناوشات الكلامية والمشادات. وعادت هذه التجارة الموازية لأسواق كل من عين النعجة بجسر قسنطينة ودرقانة ببرج الكيفان وصوريكال بباب الزوار، حيث احتل الباعة جميع الأرصفة، وقد أجمع هؤلاء التجار بأن “فشل السلطات في إيجاد حل لهم دفعهم إلى العودة، بالإضافة إلى تأخر مؤسسة باتيميتال في إنجاز السواق التي وعدت بها”.