جددت لطيفة لمهان رئيسة الجمعية الجزائرية لمرضى الهيموفيليا، سهرة أول أمس، رفض فكرة ختان الأطفال خلال رمضان وفصل الحرّ بصفة عامة، لأنه يعرّض الأطفال لخطر النزيف والإصابة بتعفنات. مضيفة أن تعليمة وزارة الصحة الحاثة على ضرورة إتمام الختان في وسط استشفائي، غير محترمة تماما، بدليل استمرار لجوء الآباء إلى ختان أبنائهم بالطرق التقليدية. وقد جاء ذلك بمناسبة السهرة التي نظمتها الجمعية أول أمس بالجزائر العاصمة والتي حضرها 25 طفلا مصابا بداء الهيموفيليا رفقة عائلاتهم، خضعوا لعمليات ختان خلال الأشهر الماضية وغالبيتهم في فصل الشتاء بغرض اتقاء التعفنات وكذا خطر النزيف. وعن المناسبة، أكدت السيدة لمهان رئيسة الجمعية في حديث ل “الخبر”، أن هذه المبادرة جاءت لتندد بفكرة ختان الأطفال في رمضان الذي يتزامن مع فصل الحرّ. مضيفة أن الجمعية وقفت في رمضان السنة الماضية على وفاة توأم لا يتعدى عمره السنتين بسبب مضاعفات الختان، خاصة وأن الصغيرين كانا مصابين بداء الهيموفيليا ولم يتفطن والداهما لذلك. كما أشارت محدثتنا إلى أن تعليمة وزارة الصحة التي تمنع ختان الأطفال خارج الوسط الاستشفائي ليست محترمة تماما، بدليل تواصل عمليات الختان عند “الحجّام” وباعتماد الطرق التقليدية، لتثير مسألة رفض بعض الجراحين ختان صغار المصابين بالهيموفيليا، مما يتسبب في توجه آبائهم لطرق أخرى لإتمام الختان. من جهة أخرى، تلقت “الخبر” بيانا من وزارة الصحة، يذكّر بضرورة تفادي الختان الجماعي تزامنا مع ليلة 27 من رمضان، تأكيدا منها على تكريس التعليمة رقم 006 الصادرة في 2005، الداعية إلى اللجوء إلى المستشفيات، لأن الختان “تدخّل جراحي” يتوجّب إتمامه بوسط استشفائي وعلى يد مختصين. علما أن ذات التعليمة صدرت عقب كارثة الختان الجماعي الذي شهدته بلدية الخروب بقسنطينة عام 2005 والذي تسبب في مضاعفات صحية عانى منها 42 طفلا خضعوا للختان، 18 منهم كانوا في حالة خطيرة، حيث نقل 06 من بينهم للعلاج بالجزائر العاصمة و03 للعلاج بالخارج بعدما بتر عضوهم الذكري تماما.