دعت الجمعية الوطنية لمرضى الهيموفيليا (عدم تخثر الدم) السلطات العمومية، مرة أخرى، لضمان توفير الأدوية الضرورية قصد التمكن من ختان هؤلاء المرضى قبل أن يتجاوزوا سن الثلاث سنوات. مشددة على إلزامية إخضاع الأطفال لتحاليل طبية قبل عملية الختان وقبل كل عملية جراحية حتى ولو كانت بسيطة لاكتشاف إن كان الطفل مصابا بداء الهيموفيليا الذي يعاني منه 2200 شخص بالجزائر، حسب إحصائيات سنة 2012. أكدت السيدة لطيفة لمحان، رئيسة الجمعية الوطنية لمرضى الهيموفيليا، بالجزائر، أن ما يعادل 1 بالمائة من السكان يمكن أن يكونوا مصابين بهذا المرض الذي يجعل دم المصاب سائلا ولا يتخثر. وفي هذا السياق، ألحت السيدة لمحان على ضرورة إعطاء أهمية لهذا الموضوع من خلال قيام الأطباء بمطالبة الأولياء بإجراء تحاليل لأطفالهم قبل إجراء أية جراحة حتى ولو كانت بسيطة كاقتلاع الأسنان. مشيرة إلى أنه بالرغم من التعليمة رقم 06 التي أصدرتها وزارة الصحة سنة 2006 والتي منعت عملية ختان الأطفال خارج قاعات الجراحة فإنه للأسف مازال بعض الأولياء والأطباء يضربون بهذه التعليمة عرض الحائط في كثير من الحالات، حيث تم تسجيل عدة عمليات خارج قاعات الجراحة، وهو ما قد يسبب كوارث تصل إلى حد الموت في حال ما إذا كان الطفل مصابا بمرض الهيموفيليا ولم يكتشف أمره من قبل، بسبب عدم الخضوع للتحاليل الطبية. وبسبب هذه الأخطار التي تحدق بالمصاب بهذا المرض يعزف الكثير من الأطباء الجراحين عن عمليات ختان الأطفال المصابين، تفاديا للنتائج التي قد تترتب عن ذلك في حال عدم توقف سيلان الدم الذي يتسبب في وفاة الطفل -تضيف المتحدثة- التي شددت على إلزامية القيام بالختان في قاعات الجراحة المجهزة بكل الوسائل للتصدي لهذه المشاكل في حال وقوعها والتكفل بالمريض صحيا. وذكرت رئيسة الجمعية بوجود 19 مصابا بالهيموفيليا تتراوح أعمارهم ما بين 3 و23 سنة بولاية تيارت لم يتم ختانهم بالرغم من ضرورة القيام بذلك في مجتمعنا المسلم، لكن التخوف من تعرضهم لمكروه أثناء العملية حال دون إجرائها، خاصة في ظل عدم توفر الشروط المناسبة وغياب التحضير الجيد لذلك في الأوساط الاستشفائية، خاصة في المناسبات التي تعرف إقبالا كبيرا على عمليات الختان والختان الجماعي كليلة ال27 من شهر رمضان، حيث يكثر عدد الأطفال المقبلين على ذلك، مما قد يحول دون التمكن من إجراء مراقبة طبية جيدة أو الإغفال عن تعقيم الأدوات المستعملة في الجراحة. علما أن أي هفوة أو خطأ طبي قد يتسبب في دراما لا تنسى مدى الحياة أو تتسبب في فقدان الحياة، مثلما وقع خلال عملية الختان الجماعي ببلدية الخروب بقسنطينة سنة 2005 والتي راح ضحيتها 17 طفلا بسبب عدم صلاحية الأجهزة المستعملة في الجراحة، مما تسبب في إلحاق جروح خطيرة جدا بالضحايا الذين أصيبوا بعاهات مستدامة بسبب اللامبالاة والإهمال الطبي. وتجدر الإشارة إلى أن عددا مهما من المصابين بالهيموفيليا الذين بلغوا سن الرشد تم ختانهم ما بين سنة 2007 وسنة 2011 بعد عدم التمكن من إجراء هذه العملية من قبل بسبب غياب العوامل والأدوية المضادة للهيموفيليا قبل سنة 2006 وكذا تخوف الأطباء الجراحين من إجراء هذه العمليات بسبب تبيعاتها الخطيرة. وأعلنت السيدة لمحان أن الجمعية الوطنية للمصابين بالهيموفيليا تنظم عملية ختان لفائدة الأطفال المرضى بهذا الداء تزامنا مع ليلة القدر المباركة، كما ستنظم سهرة عائلية على شرفهم.