لم ينجح مجمع سوناطراك لحد الآن في تجسيد استراتيجية التوسع الدولي المرغوبة خاصة في القارة الإفريقية لإنتاج 120 ألف برميل يوميا في الخارج، فبعد أن كانت أول شركة بترولية بالقارة السمراء متواجدة في العديد من البلدان الإفريقية، تسببت المشكلات والفضائح التي واجهت سوناطراك خلال السنتين الماضيتين بالخصوص في تقويض السياسات المعتمدة من خلال فرع الشركة الدولي “سيباكس”، أو شركة سوناطراك البترولية الدولية للتنقيب والإنتاج. ورغم المحاولات المتعددة التي قامت بها سوناطراك للعودة إلى القارة الإفريقية عبر مشاريع استكشاف وشراكة في النيجر ومالي، والتفاوض لإقامة مشاريع في العديد من البلدان الإفريقية منها أنغولا وكوت ديفوار ومصر والسودان وموريتانيا، وإبرام مذكرة تفاهم في ماي الماضي مع شركة المحروقات الموزمبيقية “أو أن أش”، والجمهورية المستقلة في باكخوروستان أغنى المناطق في روسيا، ونشاطاتها في ليبيا في حوض “غدامس” الذي سجل مؤشرات اكتشاف كميات من النفط، رغم كل ذلك فإن النتائج لم تكن في المستوى المنتظر، خصوصا أن الجزائر كانت ترغب في تحقيق مستوى إنتاج في الخارج يصل إلى 120 ألف برميل يوميا أي في حدود 10% من معدل حجم إنتاج الجزائر، واستثمار أكثر من مليار دولار في مرحلة أولى. برزت أولى المؤشرات في تخلي الجزائر عن عدد من مساهماتها مثل حصتها في “أناداركو” الأمريكية، و تباطؤ نشاط الفرع الدولي لسوناطراك التي تظل متمركزة أساسا في مشروع “كاميسيا”، حيث تمتلك سوناطراك 10% في مجال التطوير والإنتاج و20% في النقل عبر الأنابيب، وكذا ليبيا بعد استئناف النشاط مند شهور قليلة في كتلتين، بينما لم تعط مشاريع حقول “تاوديني” بمالي النتائج الفعلية بالشراكة مع “ايني”، ويتقاطع هذا الوضع مع عدم تجسيد مشروع أنبوب الغاز النيجيري الجزائري “نيغال” الممتد على طول 4500 كم الذي يواجه إشكال التمويل المالي.