المرشح الذي سيكون أكثر حظا من الرئيس بوتفليقة في الفوز بالرئاسيات القادمة هو المرشح الذي يستطيع أن يعطي الأمان والضمان الكافي لقوى الفساد بأن لا تحاسب.. لا حسابا عسيرا ولا حسابا يسيرا. القوة السياسية الوحيدة التي أصبحت تسيطر، وهي القوة المنظمة الأولى هي قوة الفساد! وليس صحيحا أن القوة السياسية الوحيدة المنظمة في البلاد هي الجيش.. كان هذا قبل عهدات بوتفليقة.. أما الآن فالقوة المنظمة والمهيكلة هي قوة الفساد، وتتواجد هذه القوة بنفوذ غير مسبوق في كل مفاصل الدولة ومؤسساتها. المرشح المثالي للرئاسيات القادمة بالنظر إلى هذه القوة ليس من يملك شعبية أو كفاءة أو حتى ”شكاير” المال الحلال والحرام.. بل المرشح المثالي هو من يتمتع بشعبية غير مسبوقة لدى قيادات الفساد، ومن باستطاعته تقديم الضمانات الكافية للزمر الفسادية بأن يحقق لها المصالحة الوطنية فيما بينها.. أي أنه باستطاعته أن يجعل زمر السراق يتصالحون على المصالح ! الكفاءة والشعبية والنزاهة أصبحت نقائص غير مقبولة في أن تتوفر في الرئيس القادم ! فلم يعد كافيا أن يكون الرئيس القادم ”ابن حرام”! يمكن أن نقول بكل تجرد بأن ”حزب السراق” وصل إلى السلطة واستولى على كل مفاصلها.. ونحن لا نملك سوى حق المفاضلة في تفضيل سارق على سارق آخر كي يحكمنا. تماما مثلما كانت الأفالان تعطي نفسها الحق في اختيار أربعة مرشحين من صفوفها للنيابة، وتتكرم علينا باختيار واحد من الأربعة الذين اختارتهم، كذلك يفعل حزب الفساد الآن! وأقصى ما يمكن أن يوفره لنا من الديمقراطية المحسومة لفائدة حزب الفساد هو أن يساعدنا في تلمس ما يريده حزب الفساد من خلال تقديم مرشح فيه كل مواصفات القابلية للنضال في حزب الفساد إذا لم يكن أحد أصدقائه! ويقدّم ذلك لنا بكل ديمقراطية وسط أرانب أو حتى خرانق سياسية! لأن المصلحة العليا لدولة الفساد وحزب الفساد يتطلب ذلك. في السابق خيّرونا ديمقراطيا في أن نختار بين الفساد والإرهاب فاخترنا طبعا بكل ديمقراطية الفساد.. لكن الآن يمكن أن يطرح علينا أيضا بكل ديمقراطية أن نختار بين الفساد والجماعة! لست أدري لماذا أحس بأن الجزائر تتجه بسرعة الضوء إلى مصير أسوأ من مصير دول الربيع العربي؟!