خاطرت الاتحادية البوركينابية لكرة القدم برفع احترازات إلى الاتحادية الدولية، ضد "الخضر"، من دون أن تدرك أبعاد القرار الذي اتخذته، رغم أن الفيفا تلقت ورقة لقاء الذهاب بين المنتخبين خالية كليا من أي إشارة إلى إنذار المدافع مجيد بوڤرة في موقعة واڤادوڤو. فضلت الاتحادية البوركينابية تسميم علاقتها مع الاتحادية الجزائرية، عوضا عن تقديم تهانيها إلى الجزائريين، بعد فوز “الخضر” في مقابلة العودة فوق الميدان وليس في الكواليس، وافتكاكهم تأشيرة التأهل إلى نهائيات المونديال، للمرة الرابعة في تاريخهم، في مقابلة نظيفة، خاصة بعدما أعطى الضيوف الانطباع بأنهم كانوا محل استقبال مقبول، حيث لم يجد هؤلاء أي منفذ لانتقاد الاستقبال، وهم الذين جردوا الجانب الجزائري من لعب أي دور في تنقل الوفد البوركينابي إلى الجزائر قبل إجراء المقابلة. ومن دون شك، فإن المحاولة اليائسة، التي أعلنت عنها الاتحادية البوركينابية، لسحب ورقة التأهل من الجزائر، ستتحول إلى أضحوكة وسط البوركينابيين، وقد بدا أن المسؤولين البوركينابيين لم يستفيقوا بعد من صدمة الإقصاء، وراحوا يشغلون الأنصار بالاحترازات التي رفعتها الاتحادية البوركينابية ضد “الخضر”، حول ما سمته بعدم شرعية مشاركة القائد مجيد بوڤرة في مواجهة العودة بين المنتخبين الجزائري والبوركينابي، في إطار الدور الفاصل المؤهل إلى كأس العالم، في وقت تؤكد ورقة المقابلة بين المنتخبين والمسجلة في الفيفا، خلوها كليا من أي إشارة إلى أن بوڤرة تلقى إنذارا، وحملت الورقة إنذار اللاعبين بلكالام وڤديورة ومصباح، فقط. ويكفي المنتخب البوركينابي بلوغ الدور الأخير للتصفيات الخاصة بكأس العالم للاحتفال، في وقت بلغ المنتخب الجزائري نهائيات كأس العالم أربع مرات، ومثلما انتقدت الاتحادية البوركينابية الحكم السينغالي الذي أدار مقابلة العودة، كان يتعين عليها انتقاد الحكم الزامبي الذي أدار مواجهة الذهاب، وهو الحكم الذي أهدى ضربة جزاء مجانية لمنتخب “الخيول” في وقت قاتل، سمحت للمنتخب البوركينابي بقلب التعادل إلى فوز غير مستحق. ولم يقم الجانب الجزائري لا بنقل شكوى ضد الحكم الزامبي إلى الفيفا ولا كلف نفسه بتنظيم ندوة صحفية لانتقاد الحكم وظروف الاستقبال، وفضل الجانب الجزائري الرد على خداع الحكم الزامبي فوق الميدان. وقد استعمل البوركينابيون ورقة الاستفزازات، منذ أن حطوا أقدامهم في مطار هواري بومدين بالعاصمة، حيث كانوا يبحثون عن إثارة أعصاب الجزائريين من خلال تضليلهم حول موعد وصول طائرة الوفد البوركينابي، واتهموا الطرف الجزائري بالتحرش، عندما لاحظوا حضورا قويا للإعلاميين الجزائريين، الذين جاءوا لتغطية وصول “منتخب الخيول”، الذي تلقى لاعبوه تعليمات بعدم الرد على أسئلة الصحفيين الجزائريين بالمطار. واعتقد المنتخب البوركينابي أنه جدير بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم، ليس فقط بسبب طعنه في مشاركة مسجل هدف مقابلة العودة، وإنما لكونه أنهى بطولة أمم إفريقيا الأخيرة في مركز الوصافة، واقتنع بأن مستواه أصبح أفضل من مستوى المنتخب الجزائري، ما كان يعني بالنسبة لهم أن الورقة الإفريقية الأخيرة المؤهلة إلى كأس العالم لا يمكن إلا أن تكون بوركينابية. ويتطلع البوركينابيون إلى رد إيجابي من الاتحادية الدولية على شكواهم، وستكون الصدمة أقوى هذه المرة عليهم عندما يتلقون ردا سلبيا، لأن ورقة اللقاء واضحة ولا تحتاج إلى أي تعليق، ولا تشير في أي حال من الأحوال إلى أن “الماجيك” تلقى إنذارا في موقعة “واڤادوڤو”.