طالب المشاركون ضمن فعاليات مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية، ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية للفرد داخل المجتمعات، خاصة وأنها لا تحظى حاليا بالاهتمام الكافي. مؤكدين على أنه من شأن تجاهل هذا الجانب الصحي أن يشكل خطورة على كل الشعوب التي باتت معرّضة لضغوطات اجتماعية، اقتصادية وأخرى من شأنها أن تولّد ضغطا لدى الأفراد. كما تضمّن التقرير الذي تم عرضه خلال مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية الذي احتضنته العاصمة القطرية الدوحة بين 9و11 ديسمبر الحالي، أنه رغم معاناة كثير من الأشخاص داخل مجتمعاتهم من ضغوطات ومشاكل نفسية جمّة، إلا أن ذات المشاكل لا تشخّص مبكّرا، كما أنه حتى وإن تم تشخيصها لدى البعض وخاصة مواطني الدول العربية، فإنه لا يجهر بها من قبل عائلات المرضى، الذين يعتبرون تلك الإصابات العقلية وصمة عار تتطلب التكتّم وعدم الإفصاح عنها، ليحرم بالتالي المريض من العلاج اللازم له، ليتم التأكيد على أن ذلك ناجم عن نقص في الوعي بخطورة هذه الأمراض التي باتت تهدد المجتمعات الحديثة. وفي ذات السياق، أكد الدكتور الكعبي المشرف على مشروع الصحة النفسية بقطر، أن آخر الدراسات الخاصة بالصحة العقلية والنفسية على مستوى دول العالم الثالث، بيّنت أن الاكتئاب والانهيارات العصبية تشكل نصف الأمراض التي تصيب مواطني الدول الفقيرة، وأن هذه الإصابات تتطلب كلفة مادية كبيرة سواء من الدول الفقيرة أو الغنية، حيث أن تكلفة العلاج العقلي تفوق ب 50 بالمائة كلفة العلاج الجسدي، ورغم ذلك أشار الخبراء في الصحة إلى وجود نقص واضح في عدد المعالجين في مجال الصحة العقلية والنفسية وكذا نقص الأدوية الخاصة بها خاصة على مستوى الدول العربية، ليطالبوا بالتالي ضرورة تولية الصحة العقلية والنفسية كامل الرعاية اللازمة، لأن صحة الأجساد من صحة العقول.