تأجل الحوار الوطني التونسي، الذي كان من المقرر أن يستأنف مساء أمس، إلى يوم الإثنين المقبل، حسب مراسل قناة ”الجزيرة” في تونس، بعد أن تم انتخاب مهدي جمعة رئيسا للحكومة رغم اعتراض الجبهة الشعبية المشكلة من عشرة أحزاب يسارية وقومية، والتي جمدت مشاركتها في الحوار. أما نداء تونس، أكبر أحزاب المعارضة، حسب نوايا التصويت، فقرر المشاركة في الحوار وقبوله برئيس الحكومة بشروط من بينها حل رابطة حماية الثورة. وأعلن المتحدث باسم الحوار الوطني، العميد محمد الفاضل محفوظ، تأجيل الجلسة العامة للحوار الوطني، التي كانت مقررة أمس، إلى الإثنين القادم. وأشار محفوظ، نقلا عن إذاعة ”موزاييك آف آم”، إلى وجود مشاورات جادة بهدف دفع الأحزاب السياسية المعنية لاستئناف مشاركتها في الحوار الوطني، وذلك إثر لقاء الرباعي الوطني مع رئيس المجلس التأسيسي، مصطفى بن جعفر، أمس. من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم حركة النهضة، زياد العذاري، أن ”المسارين التأسيسي والانتخابي مازالا يشهدان تعطيلا كبيرا ساهمت فيه المعارضة بدرجة كبيرة، ولا يمكن وضع العداد التنازلي لتاريخ الانتخابات وتاريخ المصادقة على الدستور في إطار تلازم المسارات”، مشددا على أن ”الحوار الوطني لا يختزل في تغيير الحكومة فقط”. واعتبر زياد العذاري أن ”تركيبة الحكومة ومهامها من مشمولات مهدي جمعة ومن مسؤوليته الأساسية، والذي وإن احترم بنود خارطة الطريق فإن حركة النهضة لن تتدخل في هذا الأمر”، مشيرا أن ”الأحزاب المعارضة ليست بصدد تقديم مقترحات بديلة في إطار التسريع في المسارات، بل اقتصرت تعليقاتها على نقد نتائج المسار الحكومي”. وأضاف ”هناك نوع من عدم تعهد المعارضة بالعمل على استكمال بنود خارطة الطريق والتسريع في المراحل القادمة التي تعد محورية وهامة”. والتقى زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، أمس الأول، رئيس المجلس الوطني التأسيسي، مصطفى بن جعفر، للحديث حول سبل تسريع المسار التأسيسي، من خلال استكمال الدستور وانتخاب الهيئة المستقلة للانتخابات وإنهاء المرحلة الانتقالية، إثر التوافق حول المسار الحكومي واختيار مهدي جمعة رئيسا جديدا للحكومة، كما التقى الرباعي الراعي للحوار الوطني، حسب الصفحة الرسمية للحركة في الفايسبوك. وفي السياق ذاته، كشف الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، حسين العباسي، في حديث لصحيفة ”المغرب” التونسية، في عددها الصادر أمس، أن ”حركة النهضة والمعارضة لم يحصل بينهما توافق حول شخصية معينة لرئاسة الحكومة”، موضحا أن رباعي الحوار الوطني قد تدخل لإيجاد مخرج ليس فيه توافق حتى لا يتم الإعلان عن فشل الحوار الوطني، ولضمان إيجاد حل لهذه الأزمة.